جيران العرب

ألمانيا ترسل جنودًا إلى بولندا لتعزيز الحدود الشرقية

السبت 13 ديسمبر 2025 - 06:49 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلنت الحكومة الألمانية، اليوم السبت، عزمها إرسال مجموعة من الجنود إلى بولندا، في إطار دعم مشروع يهدف إلى تعزيز الحدود الشرقية لبولندا، وذلك في ظل التداعيات المستمرة للحرب الروسية الأوكرانية والتوترات الأمنية المتصاعدة في شرق أوروبا.

وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، في تصريحات رسمية من برلين، أن المهمة الأساسية التي سيضطلع بها الجنود الألمان على الأراضي البولندية ستقتصر على تنفيذ أعمال هندسية، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال قد تشمل بناء تحصينات دفاعية، وحفر خنادق، ومد أسلاك شائكة، إضافة إلى إقامة حواجز مخصصة لعرقلة تحركات الدبابات والمركبات العسكرية الثقيلة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أن الدعم الذي ستقدمه القوات الألمانية في إطار هذه المهمة يندرج حصريًا ضمن الأعمال الهندسية واللوجستية، ولا يتضمن أي مهام قتالية أو انتشار مباشر في مناطق نزاع. ولم يكشف المسؤول الألماني عن العدد الدقيق للجنود المشاركين في العملية، مكتفيًا بالإشارة إلى أنه سيكون «عددًا متوسطًا»، دون تحديد أرقام.

وبحسب وزارة الدفاع الألمانية، من المتوقع أن تبدأ مشاركة الجنود الألمان في هذا المشروع اعتبارًا من الربع الثاني من العام المقبل، على أن يستمر التعاون العسكري الهندسي حتى نهاية عام 2027، في إطار خطة طويلة الأمد لتعزيز البنية الدفاعية على الحدود الشرقية لبولندا.

وأشار المتحدث إلى أن نشر القوات الألمانية في هذه المهمة لا يتطلب الحصول على موافقة مسبقة من البرلمان الألماني «البوندستاغ»، موضحًا أن ذلك يعود إلى عدم وجود خطر مباشر على حياة الجنود من نزاعات عسكرية أو عمليات قتالية. ويأتي هذا الاستثناء في وقت تشترط فيه القوانين الألمانية، في الأحوال العامة، موافقة البرلمان على أي انتشار للقوات المسلحة الألمانية خارج البلاد، باستثناء حالات محددة ذات طابع غير قتالي أو إنساني أو فني.

وكانت الحكومة البولندية قد أعلنت، في مايو الماضي، عن خطط موسعة لتعزيز أمن حدودها الشرقية، خاصة في المناطق المحاذية لكل من بيلاروسيا وجيب كالينينجراد الروسي، في ظل المخاوف المتزايدة من تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا، وما تفرضه من تحديات أمنية على دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي «الناتو».

وتُعد بولندا من أبرز الداعمين لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، حيث لعبت وارسو دورًا محوريًا في دعم كييف سياسيًا وعسكريًا، كما تحولت إلى ممر رئيسي لعبور الأسلحة والمساعدات العسكرية التي يقدمها الحلفاء الغربيون لأوكرانيا. وفي الوقت ذاته، كثفت بولندا جهودها لتحديث قواتها المسلحة، ورفعت بشكل ملحوظ من حجم إنفاقها الدفاعي خلال السنوات الأخيرة.

من جانبها، تواصل ألمانيا لعب دور محوري في دعم أوكرانيا، حيث تُعد ثاني أكبر مقدم للمساعدات العسكرية لكييف بعد الولايات المتحدة. وقد شملت المساعدات الألمانية تزويد أوكرانيا بأنظمة متقدمة للدفاع الجوي، إلى جانب مركبات مدرعة ومعدات عسكرية متنوعة، في إطار التزام برلين بدعم أوكرانيا وتعزيز قدراتها الدفاعية.

ويعكس القرار الألماني بإرسال جنود إلى بولندا تنامي التنسيق العسكري بين دول الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو»، في ظل مساعي تعزيز الردع والدفاع على الحدود الشرقية لأوروبا، ومواجهة أي تهديدات محتملة قد تنجم عن استمرار الحرب في أوكرانيا.