المغرب العربي

الرئيس الموريتاني يطلق خدمة تغطية المناطق الحدودية بالاتصالات الإلكترونية

الجمعة 12 ديسمبر 2025 - 05:30 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

أطلق فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم الجمعة من مدينة كيفه، خدمة تغطية المناطق الحدودية الجنوبية والجنوبية الشرقية بالاتصالات الإلكترونية الوطنية من الجيلين الثاني (G2) والرابع (G4)، وذلك في إطار الأنشطة المخلدة للذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني.

وتابع فخامة رئيس الجمهورية عرضا حول هذا المشروع الاستراتيجي الهام ومراحل تنفيذه والمناطق المستهدفة والإجراءات التي تم اعتمادها لكي يتم تنفيذه وفق مضامين دفتر الالتزامات.

وقال معالي وزير التحول الرقمي  وعصرنة الإدارة، السيد أحمد سالم ولد بده اتشفغ، في كلمة بالمناسبة، إن وتيرة تدشين المشاريع التنموية في البلاد تشهد تسارعا نوعيا في عهد فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدا أن رؤية فخامته في تحديث الدولة وبناء أسس نهضتها تتجسد ميدانيا من خلال المشاريع التي تشرف الحكومة على تنفيذها بقيادة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد اجاي.

وأوضح أن إطلاق هذه الخدمة الجديدة يكتسي أهمية خاصة لكونه يربط القرى الحدودية النائية بالشبكات الوطنية، موضحا أن المشروع يشمل المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، ويمتد من انجاكو إلى انبيكت لحواش، مقدما خدمات الاتصال من الجيلين الثاني والرابع، في إطار جهد وطني لتعزيز السيادة الرقمية وفك العزلة، ودعم التنمية المحلية.

وبين معالي الوزير أن هذا المشروع يمثل إضافة نوعية تعزز البنية التحتية الرقمية وتربط مناطق كانت معزولة بشبكة وطنية موحدة.

وأشاد بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية التي شددت على الالتزام بمعايير الجودة واحترام آجال التنفيذ، مؤكدا أن الأشغال في هذا المشروع تمت وفق المواصفات المطلوبة وقبل الآجال التعاقدية، مضيفا أن التشغيل التجريبي للخدمة أظهر نتائج إيجابية، حيث تجاوز عدد المستخدمين 233 ألف مشترك، ما يعكس الأثر المباشر للمشروع على حياة المواطنين.

وقال إن هذا الإنجاز جاء ضمن حزمة من المشاريع المواكبة، من بينها إطلاق مناقصة تراخيص الجيل الخامس، وتفعيل خدمة التجول الوطني، واعتماد التعرف البيومتري للمشتركين، مشيرا إلى أن البنية التحتية الرقمية شهدت قفزة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع نطاق التغطية بنسبة 350%، وتوسعت شبكة الألياف البصرية بنسبة 360%.

وأضاف أن العديد من القرى التي كانت تعتمد على شبكات الدول المجاورة أصبحت اليوم تتمتع بخدمة وطنية عالية الجودة، مشيرا إلى أن هذا التقدم يترجم قدرة الدولة على حماية حدودها وبنائها وتحويلها إلى فضاءات تنموية حيوية، مبرزا أن توفير الخدمات الأساسية على الحدود يمثل ركيزة لتعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ حضور الدولة.

ومن جهتهم شكر عمد البلديات المستفيدة من هذا المشروع “أم أعشيش”، و”تناها”، و”انبيكت لحواش”، و”المبروك”، و”لحريجات”، و”كومي”، و”بوسطيلة”، و”المصقول”، و”فصاله”، في كلمات لهم عبر الفيديو، فخامة رئيس الجمهورية على هذا الإنجاز الهام الذي عزز ولوج سكان هذه البلديات الحدودية لخدمات الاتصال، معبرين عن تثمينهم البالغ لهذه الانجاز الذي سيفتح لهم آفاقا واسعة.

وسيمكن هذا المشروع من تعزيز ولوج سكان المناطق الحدودية الممتدة من انجاكو وحتى انبيكت لحواش بخدمات الاتصالات الإلكترونية، من خلال محطات التغطية والربط الراديوي.

المشروع المنجز بالشراكة بين وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة وسلطة التنظيم

وتم تنفيذ هذا المشروع، المنجز بالشراكة بين وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة وسلطة التنظيم، على ثلاث مراحل غطت أولاهم الشريط الحدودي الممتد من “انجاكو” إلى “ول ينج”، في حين غطت المرحلتان الثانية والثالثة المناطق الممتدة من “ول ينج” إلى “فصاله” ومن “فصاله” إلى “أنبيكت لحواش”.

وأتاح هذا الإنجاز الاستراتيجي الذي سيساهم في دفع عجلة التنمية المحلية، نفاذا مباشرا إلى الخدمات الرقمية الوطنية لأكثر من 400 تجمع سكاني، يقطنه حوالي 230 ألف نسمة، بتمويل من صندوق النفاذ الشامل إلى الخدمات، بغلاف مالي يبلغ 31.376.680 يورو.

كما ساهم في تقريب الخدمة من المواطنين عبر تحسين نفاذ عشرات الآلاف من السكان للخدمات الرقمية بما في ذلك الخدمات العمومية المتعلقة بوثائق الحالة المدنية، والتعليم والصحة، إضافة إلى الخدمات الإدارية وتلك المتعلقة بالتعاملات المالية الرقمية.

وسيمكن هذا المشروع، الذي يغطي مساحة تزيد على 14 ألف كلم مربع بالنسبة للجيل الثاني وأكثر من 6000 كلم مربع بالنسبة للجيل الرابع، من ربط سكان هذه المناطق بالشبكات الوطنية بدلا من لجوئهم إلى شبكات دول الجوار مما يعزز حماية البيانات الشخصية للمواطنين ويحد من احتمال تسرب المعطيات الوطنية.

جرى حفل إطلاق خدمات هذا المشروع بحضور الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية، ووزير التجهيز والنقل، ووالي لعصابه، ورئيس جهتها، وحاكم مقاطعة كيفه وعمدة بلديتها، ونوابها في الجمعية الوطنية، وأطر ووجهاء ولاية لعصابه.