جيران العرب

بوتين يتدخل في أزمة واشنطن وكاراكاس ويدعم سيادة فنزويلا

الخميس 11 ديسمبر 2025 - 06:29 م
هايدي سيد
الأمصار

في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، أعلن الكرملين، اليوم الخميس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أكد خلاله دعم موسكو الكامل لسيادة فنزويلا وحق حكومتها في الدفاع عن أراضيها وسط التهديدات الأمريكية المتزايدة.

وقال بيان رسمي صادر عن الرئاسة الروسية إن بوتين شدد لمادورو على تضامن روسيا مع الشعب الفنزويلي، مؤكداً أن موسكو تتابع عن كثب التطورات الخطيرة في المنطقة، وأنها ترفض أي إجراءات أحادية من شأنها تقويض استقرار فنزويلا أو تخطي سيادتها.

ويأتي موقف بوتين بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه كاراكاس خلال الأيام الأخيرة، ملوّحاً بإمكانية “التدخل العسكري” بذريعة تورط الرئيس مادورو ومسؤولين في حكومته في شبكات دولية لتجارة المخدرات، وهي الاتهامات التي ترفضها فنزويلا وتعتبرها غطاءً لعمليات ضغط سياسي واقتصادي تهدف إلى إضعاف نظام الحكم المعادي للسياسة الأمريكية في أمريكا اللاتينية.

وشهد الأربعاء الماضي حادثاً لافتاً عندما حلّقت طائرتان عسكريتان أمريكيتان فوق خليج فنزويلا في خطوة وصفها مسؤولون في كاراكاس بأنها “استفزاز واضح” ومحاولة لاختبار الدفاعات الفنزويلية، في مؤشر على حدة التوتر بين البلدين.

وفي تصعيد آخر، اتهمت فنزويلا الولايات المتحدة بارتكاب “سرقة سافرة” بعد أن استولت القوات الأمريكية على ناقلة النفط الفنزويلية "ذا سكيبر" قبالة السواحل الفنزويلية، وهي ناقلة خاضعة لعقوبات منذ عام 2022 لاتهامها بالتعامل مع إيران وحزب الله. وقالت السلطات في كاراكاس إن واشنطن تمارس “قرصنة بحرية” وتستخدم العقوبات كذريعة للاستيلاء على ثرواتها النفطية.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن إدارة ترامب تدرس تنفيذ عمليات مشابهة ضد ناقلات أخرى مرتبطة بفنزويلا، ضمن سلسلة إجراءات تستهدف خنق اقتصاد كاراكاس والضغط على مادورو للتنحي أو تقديم تنازلات سياسية.

ويشير مراقبون إلى أن دخول بوتين على خط الأزمة يضفي بعداً دولياً أكثر تعقيداً، خصوصاً أن روسيا تُعد أحد أهم الداعمين الاقتصاديين والعسكريين لفنزويلا، ولديها استثمارات ضخمة في قطاع الطاقة والبنية التحتية هناك. 

كما أن موسكو ترى أن واشنطن تتعمد استغلال الاضطرابات في أمريكا اللاتينية لإعادة فرض نفوذها في المنطقة، وهو ما تعتبره روسيا تهديداً مباشراً لمصالحها الاستراتيجية.

وترى بعض التحليلات أن هذه التطورات قد تنذر بمواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن إذا استمرت الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات أحادية داخل مناطق النفوذ الفنزويلية، خاصة أن كاراكاس تعتمد بشكل كبير على الدعم الروسي والصيني لمواجهة الضغوط الأمريكية.

وتأتي هذه الأزمة في وقت تتصاعد فيه التوترات على مستويات عالمية، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، ما يجعل أي صدام محتمل في أمريكا اللاتينية محل مراقبة دولية شديدة.