حوض النيل

من الفاشر إلى مخيم العفاض… شهادات نساء تكشف مأساة الحرب السودانية

الخميس 11 ديسمبر 2025 - 01:21 م
غاده عماد
الأمصار

أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الحرب في السودان تُلقي بظلالها القاسية على النساء والفتيات، واصفاً ما يتعرضن له بأنه انتهاك مباشر لحقوقهن وصحتهن وكرامتهن. ودعا الصندوق المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف مزيد من الفظائع في مناطق النزاع.

وخلال إفادة صحفية من بورتسودان إلى جنيف، قالت ممثلة الصندوق في السودان، فابريزيا فالسيوني، إنها عادت من زيارة للولاية الشمالية شملت مخيم العفاض، حيث التقت نساءً حوامل نجون من حصار دام 540 يوماً في الفاشر. وأوضحت أن هؤلاء النساء لم يحصلن على أي رعاية قبل الولادة قبل وصولهن إلى المخيم، واضطررن لبيع كل ما يملكن لتأمين رحلتهن، في ظل فقدان معظمهن لأزواجهن وتحملهن مسؤولية إعالة الأسر وحدهن. وروت أن إحدى النساء باعت أرضها للفرار بعدما فقدت زوجها، في صورة تعكس قسوة الظروف التي يواجهنها.

وأشارت فالسيوني إلى أن الاحتياجات الأساسية في مخيم العفاض شديدة الندرة، لافتة إلى أن النساء الحوامل وضعن المراحيض في مقدمة أولوياتهن، وهو ما اعتبرته أمراً غير مسبوق في خبرتها الإنسانية الممتدة 19 عاماً. وأوضحت أن المخيم يفتقر إلى مراحيض قريبة وإضاءة ليلية، ما يزيد مخاطر العنف على النساء. وأضافت أن الخبز يأتي في المرتبة الثانية من احتياجاتهن، يتبعه البحث عن مصدر دخل، رغم أن كثيراً من النازحات كن يعملن سابقاً كطبيبات وممرضات وقابلات ومعلمات.

وأكدت المسؤولة الأممية أن الصندوق يقدم خدمات الأمومة والولادة والدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي في عدد من المخيمات، لكن الوضع ما يزال صعباً. وسردت قصة فتاة في الثامنة عشرة وصلت من طويلة إلى مخيم العفاض، وأخبرتها بندم شديد قائلة: "ما كان ينبغي عليّ مغادرة الفاشر"، معتبرة أن كلماتها يجب أن تكون صرخة للمجتمع الدولي.

وأوضح الصندوق أنه لم يحصل سوى على 42% من تمويله لعام 2025، ما اضطره لإغلاق مساحات آمنة وتقليص الإمدادات ووقف بعض خدمات الصحة الإنجابية. وطالب بدعم مالي قدره 116 مليون دولار للعام 2026، مشدداً على أن التمويل الكامل ضرورة لتأمين احتياجات النساء والفتيات في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي فرضتها الحرب.