المغرب العربي

انهيار مبنيين بفاس المغربية يودي بحياة 19 شخصًا

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 - 01:53 م
هايدي سيد
الأمصار

شهدت مدينة فاس شمال شرق المغرب فجر الأربعاء مأساة كبيرة، بعدما انهارا مبنيين متجاورين في حي المستقبل، مما أدى إلى مصرع 19 شخصًا وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء المغربية الرسمية. 

المبنيان المكونان من أربعة طوابق كان يقطنهما ثماني عائلات، وتمثل الكارثة ضربة مأساوية للسكان المحليين الذين فقدوا منازلهم وأحباءهم فجأة، في وقت يشهد فيه المغرب ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية والخدمات الأساسية.

على الفور، انتقلت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية ووحدات الحماية المدنية إلى موقع الحادث، حيث باشرت عمليات البحث والإنقاذ للعثور على ناجين محتملين تحت الأنقاض. كما قامت فرق الإنقاذ باستخدام معدات متخصصة وفرق كلاب مدربة لرفع الأنقاض، وسط ظروف صعبة تحيط بالمباني المجاورة بسبب التصدعات التي حدثت نتيجة الانهيار.

وفي محاولة لتأمين المنطقة، تم إجلاء سكان المباني المجاورة بشكل احترازي، كما تم تأمين محيط المبنيين لحماية المواطنين من أي انهيارات إضافية محتملة. أما المصابون فقد تم نقلهم على الفور إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي العلاجات الضرورية، حيث وُصفت بعض الإصابات بالخطيرة، ويتلقى المصابون الرعاية الطبية الكاملة.

تأتي هذه الكارثة في وقت يعاني فيه المغرب من تدهور الأوضاع المعيشية في المدن الداخلية، خصوصًا فيما يتعلق بالبنية التحتية والمباني القديمة. 

ويتركز النشاط المالي والصناعي والبنية التحتية الحيوية في شمال غرب البلاد، بينما تعتمد مناطق مثل فاس بشكل كبير على الزراعة والسياحة والخدمات المحلية، مما يجعل السكان أكثر عرضة للمخاطر المرتبطة بالبيوت القديمة والمباني غير الصالحة للسكن.

وتشير تقارير سابقة إلى أن الأوضاع المعيشية المتدهورة في المغرب أدت إلى احتجاجات شعبية في سبتمبر الماضي بسبب الفقر وتدهور الخدمات العامة، وهو ما يعكس هشاشة بعض البنى التحتية وغياب الرقابة الكافية على المباني القديمة، خاصة في الأحياء الشعبية التي يسكنها غالبية السكان.

تواصل فرق الحماية المدنية البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض، مع توقعات بارتفاع أعداد الضحايا إذا تم العثور على مزيد من العالقين. كما فتحت الجهات المختصة تحقيقًا عاجلًا لتحديد أسباب الانهيار، سواء كانت مرتبطة بـ إهمال صيانة المباني القديمة أو تقادمها أو بسبب عوامل طبيعية مثل الأمطار أو الهزات الأرضية الطفيفة.

الحادثة شكلت صدمة كبيرة للمجتمع المحلي وأكدت على أهمية تعزيز إجراءات السلامة في المباني القديمة ومراجعة تراخيص البناء والتشييد، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد الأرواح وتشرد العائلات في المدن المغربية المكتظة بالسكان.