حوض النيل

مأساة جوية في السودان.. سقوط طائرة «إيل-76» ومصرع طاقمها

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 - 03:16 ص
مصطفى عبد الكريم
سقوط طائرة في السودان
سقوط طائرة في السودان - أرشيفية

لم تكد الطائرة «إيل-76» تُكمل رحلتها حتى تحوّلت السماء فوق «السودان» إلى مسرح لكارثة، بعدما هوت فجأةً لتُسجّل مأساة جديدة بمصرع طاقمها، في حادث أعاد تسليط الأضواء على تحديات الطيران العسكري في المنطقة.

حادث قاتل في السودان

وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام سودانية، يوم الثلاثاء، تحطم طائرة شحن عسكرية من طراز «إيل-76» في السودان، أثناء محاولتها الهبوط، مما أدى إلى مقتل جميع أفراد الطاقم على متنها.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرين عسكريين أن الحادث وقع عندما حاولت الطائرة الهبوط في قاعدة «عثمان دقنة» الجوية في مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر، وأشار المصدر الأول إلى أن تحطم الطائرة جاء «بعد الإبلاغ عن خلل فني بها».

تفاصيل الطاقم مجهولة

أفاد مصدر عسكري ثانٍ أن «جميع أفراد الطاقم» لقوا مصرعم في الحادث. ولم تُحدّد الوكالة العدد الدقيق للضحايا أو تفاصيل إضافية عن هوية الطاقم أو حمولة الطائرة.

تأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه «السودان» اضطرابات وأعمال قتالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما تزداد أهمية «بورتسودان» كمدينة وميناء إستراتيجي في الصراع الدائر.

الجيش السوداني يقطع الطريق على هجوم «الدعم السريع» في بابنوسة

من ناحية أخرى، في قلب صراع لا يهدأ، عاد لهيب المواجهات ليشتعل من جديد، بعدما أعلن «الجيش السوداني» أنّه قطع الطريق على هجوم لقوات «الدعم السريع» في بلدة «بابنوسة» الاستراتيجية بولاية جنوب كردفان، في خطوة تعكس احتدام المعارك واتساع رُقعة التوتر في إقليم يزداد غموضه يومًا بعد يوم.

تصعيد مُفاجئ عقب الهُدنة

وفي التفاصيل، كشف «الجيش السوداني»، عن نجاح قواته في صد هجوم شنته «قوات الدعم السريع» على «بابنوسة»، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلان وقف إطلاق النار لمُدة ثلاثة أشهر.

وأفاد الجيش السوداني، في بيان رسمي، بأن قواته تمكنت من «صد محاولة هجوم» شُن فجر الثلاثاء على قاعدة للمشاة في بلدة بابنوسة، التي تعد آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان.

ضربة مُوجعة للدعم السريع

وقال الجيش السوداني، في بيانه، إنه كبّد المُهاجمين «خسائر فادحة في الأرواح والعتاد» واستولى على عدد من المركبات القتالية ودمر أخرى، كما قتل «عددًا من قادة المليشيا الميدانيين والمئات من المرتزقة».

جاء هذا الهجوم بعد إعلان «قوات الدعم السريع»، يوم الإثنين الماضي، وقف إطلاق النار «استجابة للجهود الدولية، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووسطاء» من المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

بابنوسة مركزًا لوجستيًا

وتكتسب بلدة «بابنوسة» أهمية إستراتيجية كبيرة حيث تقع على طريق سريع يربط منطقة كردفان بإقليم دارفور، حيث خسر الجيش السوداني الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر لصالح قوات الدعم السريع.

ووصف وزير الإعلام في الحكومة، «خالد العيصر»، إعلان قوات الدعم السريع بأنه «لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة»، وذلك بعد أيام من اتهام قائد الجيش، «عبد الفتاح البرهان» للمجموعة الرباعية بـ«التحيز».

فشل دبلوماسي مُستمر

وأعلن المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا، «مسعد بولس»، أمس الثلاثاء، أن كلا الجانبين رفضا أحدث مقترح للهدنة، في استمرار لمسار الدبلوماسية «الفاشل» الذي يُميّز هذا الصراع منذ عامين.

وتزايد الاهتمام الدولي بالصراع منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» على الفاشر الشهر الماضي بعد حصار دام (18 شهرًا)، وسط تقارير عن ارتكاب فظائع واحتمال وقوع إبادة جماعية. وتُحذّر «الأمم المتحدة» من أن أنماط عنف مُشابهة بدأت تظهر في «كردفان»، مما يُهدد بتوسع رُقعة الصراع.

السودان يترك محفلًا دوليًا في خطوة احتجاجية ضد الإمارات

على جانب آخر، بينما كانت الأنظار مشدودة إلى محفل دولي هام، خرج «السودان» عن المتوقع، ليترك خلفه تساؤلات حول ما يجري خلف الكواليس. مع تصاعد الخلافات الإقليمية، يبدو أن العلاقة مع «الإمارات» دخلت مرحلة حساسة قد تكون لها تداعيات أكبر مما يبدو.