أكدت الأمم المتحدة وقوفها بحزم ضد أي تغيير في حدود قطاع غزة، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير حول ما أسماه “الخط الأصفر” الذي يمثل الحدود الجديدة للقطاع، وهو ما يتعارض مع خطة السلام الأمريكية التي يقودها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن هذه التصريحات تتناقض مع التفاهمات الحالية، مضيفًا أن المنظمة الدولية ترفض أي تغيير أحادي الجانب في حدود غزة، وتشدد على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات المعمول بها، خصوصًا فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. وأضاف دوجاريك أن السلطات الإسرائيلية رفضت إدخال ما يقرب من 4000 منصة نقالة تحتوي على مواد الإيواء، ما يعكس استمرار القيود على المساعدات الإنسانية الموجهة للمدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وفي السياق نفسه، أعربت حركة حماس عن رفضها التام لتصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، مؤكدة أن ما وصفه بـ “الخط الأصفر” لا يمثل حدود غزة الجديدة وأن هذه التصريحات تكشف بوضوح عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى.
وأوضحت الحركة، في بيان رسمي نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين ضمن الخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، وهو ما يمثل خرقًا صارخًا للهدنة.

وشددت حماس على أن أي نقاش حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يسبقه تطبيق كامل لبنود المرحلة الأولى، لضمان احترام حقوق الفلسطينيين ووقف الأعمال العسكرية والإجرامية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية. وأكدت الحركة على أن استمرار الاحتلال في هذه الإجراءات يزيد من التوتر ويهدد الاستقرار في القطاع، محذرة من أي محاولات لتجاوز الاتفاقيات السابقة أو فرض تغييرات أحادية على الحدود.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية إلى الالتزام الكامل بالاتفاقيات الموقعة، مع التركيز على ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية دون قيود، وضمان عدم المساس بحقوق السكان في قطاع غزة، بما في ذلك الحق في السكن والتعليم والصحة. كما حثت الأمم المتحدة على ضرورة استئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين جميع الأطراف لضمان استمرار العملية السلمية ووقف أي أعمال استفزازية من شأنها تعميق الصراع.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى ملف الحدود الفلسطينية الإسرائيلية ومسألة الالتزام بوقف إطلاق النار محط أنظار المجتمع الدولي، وسط دعوات متكررة لضمان تطبيق الاتفاقيات وحماية المدنيين في القطاع.