أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الاثنين، رفضه القاطع لأي اتهامات تُوجَّه إلى الجيش اللبناني بعدم القيام بدوره بشكل كامل في منطقة جنوب نهر الليطاني، مشدداً على أن الجيش يعمل وفق الخطط المقررة وبالتعاون مع المجتمع الدولي لضمان الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية من لبنان.
وأشار عون خلال تصريحاته إلى الدور الإيجابي للقوات الدولية المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، والميكانيزم، ومجلس الأمن الدولي، الذين أشادوا بما وصفه بـ "جهود الجيش اللبناني المتميزة" في تأمين الحدود الجنوبية ومراقبة الوضع الأمني، مؤكدًا أن تلك الشهادات تعكس التزام الجيش بالقوانين الدولية وحرصه على حماية المدنيين والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وفي إطار تعزيز الشفافية الدولية، رحب الرئيس اللبناني بأي دور فرنسي في لجنة الرقابة الدولية، مشيرًا إلى أهمية التدقيق المستمر في إجراءات الجيش اللبناني في جنوب البلاد لضمان الالتزام بأعلى المعايير العسكرية والأمنية. ويأتي هذا الترحيب في سياق تعزيز التعاون بين لبنان والدول الصديقة لضمان مراقبة دقيقة وعادلة للأوضاع الأمنية في الجنوب، بما يساهم في الحد من التوترات المحتملة مع الأطراف الإقليمية والدولية.
وأشار عون إلى أن لبنان يرحب بوجود القوات الدولية حتى اكتمال انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود المعترف بها دوليًا، مع إمكانية بقاء قوات دولية إضافية لدعم الجيش اللبناني في حال الحاجة، وهو ما يعكس حرص الدولة على تحقيق التوازن بين السيادة الوطنية والالتزامات الدولية المتعلقة بالأمن الحدودي.
وشدد الرئيس اللبناني على أن أولوية الحكومة اللبنانية هي إعادة إعمار المناطق الجنوبية، مع ضمان عودة الأهالي إلى أراضيهم بعد سنوات من التوتر والنزاع، مؤكدًا أهمية أن يكون المجتمع الدولي شريكًا فاعلًا في دعم هذه الجهود، سواء من خلال التمويل أو الخبرات الفنية، لضمان نجاح مشاريع إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المتضررة.
وأضاف عون أن دعم المجتمع الدولي يشمل أيضًا تقديم المشورة الفنية للجيش اللبناني، وتمكينه من الاستفادة من الخبرات الدولية في مجالات الأمن وإدارة الحدود، بما يضمن أن تكون القوات المسلحة اللبنانية قادرة على مواجهة أي تهديدات محتملة بفعالية وكفاءة، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي.

وأكد الرئيس اللبناني أن التعاون الدولي مع اليونيفيل والدول الشقيقة والصديقة لم يتوقف، مشيراً إلى أن هذا التعاون يشمل التدريب المشترك، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والمشاركة في العمليات الإنسانية، بما يساهم في تعزيز القدرة الدفاعية للجيش اللبناني، ويضمن حماية المدنيين في المناطق الحدودية، ويحد من التوترات الإقليمية.
وشدد عون على أن هذا النهج يعكس رؤية شاملة للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، مؤكدًا أن الجيش اللبناني ملتزم بمهمته الوطنية رغم التحديات اللوجستية والسياسية التي تواجهه، مع العمل على بناء الثقة بين السكان المحليين والمؤسسات الدولية لضمان نجاح جهود الأمن والاستقرار.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الجيش اللبناني لا يقتصر دوره على المهام الأمنية فقط، بل يمتد ليشمل الأنشطة الإنسانية والاجتماعية في المناطق الجنوبية، حيث يعمل الجيش على دعم الأهالي، تسهيل عمليات إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات الإنسانية عند الحاجة. ويأتي هذا في إطار سياسة شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار المجتمعي، وضمان عودة الحياة الطبيعية للمواطنين بعد سنوات من التوترات.
وأكد عون أن هذا التوجه يعكس التزام لبنان بالمعايير الدولية والالتزامات تجاه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مع التأكيد على أن الجيش اللبناني هو العمود الفقري للأمن والاستقرار، وأن أي نقد يجب أن يكون موضوعيًا وبناءً، بعيدًا عن الاتهامات غير المستندة إلى أدلة.
ختامًا، شدد الرئيس جوزيف عون على أن الجيش اللبناني سيستمر في أداء مهامه الوطنية في جنوب لبنان وفق خطط مدروسة وبالتعاون مع المجتمع الدولي، بما يشمل اليونيفيل واللجان الرقابية الدولية، لضمان أمن الحدود وإعادة الاستقرار للمناطق الجنوبية. كما أكد على أن إعادة الإعمار وعودة الأهالي إلى أراضيهم تشكل أولوية وطنية، وأن لبنان يتطلع إلى دعم المجتمع الدولي لضمان نجاح هذه الجهود، بما يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.