شهد قطاع غزة، اليوم الاثنين، تصعيداً جديداً مع استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي للهدنة الإنسانية، حيث أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن قصفاً استهدف منزلاً يعود لعائلة "الجرو" في الجهة الغربية من مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى وقوع إصابات بين المدنيين الفلسطينيين.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن القصف جاء في وقت يشهد فيه القطاع هدوءاً نسبياً مفترضاً ضمن ترتيبات وقف إطلاق النار، إلا أن الاعتداءات ما زالت تتكرر في مناطق مختلفة.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، فإن القصف خلّف عدداً من الإصابات التي تم نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة، وسط تحذيرات من أن تكرار الخروقات يهدد الجهود الدولية المبذولة لتثبيت الهدنة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة.

وتؤكد المؤسسات الصحية الفلسطينية أن الوضع الطبي يزداد صعوبة مع وصول المستشفيات إلى مستويات غير مسبوقة من الضغط، ونقص الإمدادات والأجهزة الحيوية.
وفي سياق متصل، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استمرار القيود المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، رغم الحاجة الماسة لها من قبل سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة. وأوضح المكتب أن الاحتلال سمح بدخول 104 شاحنات فقط من غاز الطهي منذ بدء الهدنة، من أصل 660 شاحنة كان من المفترض السماح بدخولها خلال الفترة ذاتها، في مؤشر على تعنت واضح يؤثر بشكل مباشر في الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذا النقص الحاد في الإمدادات الأساسية يزيد من معاناة المواطنين الذين يعيشون ظروفاً وصفها بالكارثية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، مؤكداً أن الاحتلال يستخدم ملفات الغذاء والدواء والطاقة كأدوات ضغط على السكان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70,365 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أحدث إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فيما سجلت الإصابات 171,058 إصابة منذ بداية العدوان. ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، في ظل عجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إلى مواقع القصف بسبب الدمار الهائل والاستهداف المتكرر للفرق العاملة.
ويؤكد مراقبون فلسطينيون ودوليون أن استمرار القصف وعرقلة إيصال المساعدات يشكلان تهديداً مباشراً لبقاء الهدنة، ويكشفان تحدياً واضحاً أمام الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة. كما يشيرون إلى أن المجتمع الدولي مطالب بضغط أكبر لضمان فتح الممرات الإنسانية بشكل كامل، والسماح بإدخال الوقود والغاز والمواد الطبية والغذائية بعيداً عن الإجراءات التي تستغلها سلطات الاحتلال لإطالة أمد المعاناة.
وتبقى دير البلح، كباقي مدن غزة، شاهدة على استمرار دوامة العنف، في وقت يترقب فيه الفلسطينيون أي بارقة أمل قد تخفف من وطأة الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشونها منذ أكثر من عامين من التصعيد المستمر.