حوض النيل

السودان.. اليونيسف تدين استهداف الأطفال في مدارسهم بجنوب كردفان

الإثنين 08 ديسمبر 2025 - 03:22 م
غاده عماد
الأمصار

أفادت مصادر محلية بأن بلدة كلوقي في ولاية جنوب كردفان تعرضت يوم الخميس لهجوم نفذته قوات الدعم السريع باستخدام طائرة مسيّرة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال. 

وقال عصام الدين السيد، الرئيس التنفيذي لوحدة كلوقي الإدارية، في اتصال مع وكالة فرانس برس يوم الأحد 7 ديسمبر 2025، إن الطائرة شنت ثلاث ضربات متتالية، حيث استهدفت الأولى روضة للأطفال، والثانية أصابت المستشفى، فيما عادت المرة الثالثة أثناء محاولة الأهالي إنقاذ الأطفال. وأشار السيد إلى أن قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو تتحملان مسؤولية الهجوم.

حصيلة الضحايا
من جهتها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان صادر يوم الخميس أن الهجوم أسفر عن فقدان أكثر من عشرة أطفال تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات، بينما قدرت وزارة الخارجية السودانية العدد الإجمالي للضحايا بنحو 79 شخصاً، بينهم 43 طفلاً. ووصفت اليونيسف الحادثة بأنها انتهاك خطير لحقوق الطفل، مشيرة إلى أن استهداف الأطفال في مدارسهم يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. ومع ذلك، يبقى من الصعب التحقق من التفاصيل بشكل مستقل بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى مناطق كردفان واستمرار حالة انعدام الأمن.


شيلدون يت، ممثل منظمة اليونيسف في السودان، وصف الهجوم بأنه انتهاك مروع لحقوق الطفل، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة. وأكد أن استهداف الأطفال في أماكن تعليمهم يستدعي ضرورة وقف الهجمات فوراً وتسهيل الوصول الإنساني دون قيود، محذراً من أن استمرار الانتهاكات سيؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين ويزيد من صعوبة إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة. تصريحات اليونيسف جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في الأزمة الإنسانية في جنوب كردفان.


بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في غرب البلاد، في نهاية أكتوبر الماضي، وسّعت قوات الدعم السريع نطاق عملياتها باتجاه الشرق لتصل إلى منطقة كردفان الغنية بالنفط. الأمم المتحدة أفادت بأن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا من المنطقة خلال الشهر الماضي نتيجة لتصاعد الهجمات، ما يعكس حجم الضغوط الإنسانية المتزايدة.

ويعتقد المحللون أن الهجوم على كلوقي يأتي في إطار محاولة قوات الدعم السريع كسر الدفاعات العسكرية للجيش في وسط السودان، تمهيداً لاستعادة السيطرة على المدن الكبرى، بما في ذلك الخرطوم التي كانت قد استعادها الجيش في الربيع الماضي. ومنذ بداية الحرب في أبريل 2023، أسفرت المواجهات عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، ما يجعل الأزمة السودانية واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حالياً.