رصدت جهات استخباراتية تحركات واسعة لقافلة عسكرية مؤلفة من نحو 700 عربة "تاتشر" قدمت من ميناء دوالا في الكاميرون، بعد وصولها إلى مدينة أدري المحاذية للحدود التشادية، متجهة نحو مدينة الجنينة في إقليم دارفور.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، تحمل القافلة عناصر تم تجنيدهم مؤخراً يُعتقد أنهم مرتزقة، تمهيداً لدفعهم إلى جبهات القتال داخل السودان لدعم قوات الدعم السريع. وقد تم نقل القوة وسط سرية مشددة وإجراءات أمنية مكثفة أثناء مرورها عبر الطريق الدولي.
وأكدت المصادر أن عملية العبور جرت وفق ترتيبات لوجستية دقيقة وباستخدام مسارات غير تقليدية، ما أثار تساؤلات حول حجم التدخل الخارجي في النزاع السوداني، وحول دوافع الدفع بهذا العدد الكبير من المقاتلين عبر الحدود في هذا التوقيت الحرج.
استضاف السفير المصري حازم ممدوح فوزي، سفير جمهورية مصر العربية لدى جنوب السودان، اليوم الأحد، عدداً من الأعضاء المصريين العاملين في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (UNMISS) بمكوناتها الثلاثة: العسكري، والشرطي، والمدني، وذلك بحضور عدد من أعضاء السفارة المصرية، في لقاء يعكس حرص القاهرة على التواصل المستمر مع كوادرها المنتشرين في الخارج.
وجاء هذا اللقاء وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، الذي أوضح أن السفير المصري استعرض خلال الاجتماع الدور الحيوي والهام الذي يقوم به المصريون ضمن بعثة الأمم المتحدة، مؤكداً أن تواجدهم في البعثة لا يقتصر على أداء المهام الموكلة إليهم فقط، بل يمتد ليكون عنصراً أساسياً في تمثيل مصر وتعزيز صورتها على المستوى الدولي، بما يعكس التزام الدولة المصرية بمبادئ السلام والأمن الدوليين.
وأكد السفير حازم ممدوح خلال حديثه مع أعضاء البعثة على أهمية استمرار التواصل مع المصريين العاملين في البعثة الأممية، نظراً لما يمثله تواجدهم من أثر إيجابي على المجتمع الدولي بشكل عام وعلى الجالية المصرية في جنوب السودان بشكل خاص، مضيفاً أن السفارة تعمل على تقديم كل الدعم اللازم لهم لمساعدتهم على أداء مهامهم في أفضل صورة ممكنة.
وأشار البيان إلى أن السفير عبّر عن تقدير الدولة المصرية للجهود الكبيرة التي يبذلها أعضاء بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان، مؤكداً مساهمة البعثة في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة، بما يشمل حماية المدنيين، والمساهمة في إحلال الأمن والاستقرار، ودعم المبادرات الإنسانية، وتعزيز قدرات الدولة المضيفة على مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية.
كما تناول اللقاء الدور الاستراتيجي الذي تقوم به البعثة في جنوب السودان، خصوصاً في ظل الظروف الأمنية والسياسية المعقدة التي تشهدها البلاد، مشيراً إلى أن الكوادر المصرية في البعثة يمثلون عنصر ثقة ومصدراً للفخر الوطني، ويقدمون نموذجاً للتفاني والاحترافية في مهام حفظ السلام، وهو ما يعكس قدرة مصر على المساهمة بفاعلية في تعزيز الاستقرار والأمن الإقليمي.
وأوضح السفير أن السفارة ستواصل دعمها الدبلوماسي واللوجستي للمصريين العاملين في البعثة، بما يضمن قدرتهم على أداء مهامهم بفاعلية وكفاءة، وتوفير الحماية لهم في جميع الظروف، بالإضافة إلى متابعة التطورات الأمنية والسياسية في جنوب السودان، والعمل على تعزيز التعاون مع السلطات المحلية والأمم المتحدة لضمان نجاح البعثة في مهمتها الإنسانية والعسكرية على حد سواء.