استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وذلك بحضور السيد اللواء حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، والفريق أول خالد خليفة، رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، والفريق أول صدام خليفة، نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي.
وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه تم التاكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية ـ الليبية وخصوصيتها، كما شدد الرئيس على دعم مصر الكامل لسيادة واستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، مثمّنًا الدور المحوري للقيادة العامة للجيش الليبي في هذا الإطار، ومؤكدًا ضرورة التصدي لأي تدخلات خارجية والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
العلاقات المصرية الليبية علاقات تاريخية عميقة ومتعددة الأوجه، تأرجحت بين الوحدة الجغرافية والمصالح المشتركة، التوتر (مثل حرب 1977)، والتعاون المكثف مؤخراً في مجالات إعادة الإعمار، الاقتصاد، الطاقة، والسياسة لدعم الاستقرار في ليبيا، حيث تعتبر مصر الاستقرار الليبي جزءاً أساسياً من أمنها القومي، وتستضيف العديد من اللقاءات بين الفرقاء الليبيين.
محطات تاريخية:
العصور القديمة: تأثيرات حضارية وثقافية متبادلة، وصولاً لحكم ملوك ليبيين لمصر (مثل شيشنق) وصراعات حدودية.
فترة ما بعد الاستقلال: علاقات قوية، ودعم ليبي لمصر في حرب أكتوبر 1973.
التوتر والحرب: توترات نتجت عن التقارب المصري مع الغرب أدت لحرب 1977 وتعليق العلاقات، تلاها فترة تحسن تدريجي بعد 1989.
تطورات القرن الحادي والعشرين: انفتاح كبير بعد رفع العقوبات، وتعاون في النفط والغاز، وتزايد التعاون الاقتصادي.
العلاقات الحالية (السياسية والاقتصادية):
الدعم السياسي: استضافة مصر لاجتماعات بين الأطراف الليبية بهدف تحقيق المصالحة والوصول لحل "ليبي-ليبي" للأزمة، ودعم وحدة ليبيا.
التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار: مشاركة شركات المقاولات المصرية في مشاريع البنية التحتية (مثل الطريق الدائري الثالث)، ومشاريع في الكهرباء والربط الكهربائي، وتنفيذ مصفاة بترول.
الحريات الأربع: تفعيل اتفاقيات تسهيل حركة الأفراد والسلع بين البلدين.
العمالة: جهود لتقنين أوضاع العمالة المصرية في ليبيا.
التكامل: مشاريع مشتركة في أفريقيا، وتعاون في قطاع البورصة والخدمات المالية.
الأهمية الاستراتيجية:
تعتبر مصر ليبيا امتداداً طبيعياً وأمناً قومياً لها، وتدعم جهود استقرارها.
باختصار، العلاقات المصرية الليبية تشهد حالياً مرحلة تعافي وتعاون قوي، مدفوعة بالمصالح المشتركة والمخاوف الأمنية والفرص الاقتصادية، مع التأكيد على أهمية الحل السياسي للأزمة الليبية.