وسط مشهد دولي مُتشابك وملفات مُلتهبة، كشف وزير الحرب الأمريكي، «بيت هيغسيث»، عن تحوّل جذري في نهج واشنطن الخارجي بإعلانه نهاية عصر «المثالية».
وفي التفاصيل، أفاد بيت هيغسيث، بأن الولايات المتحدة تتجه للتخلي عن النهج «المثالي» في سياستها الخارجية، لصالح مقاربة أكثر واقعية تُركّز على المصالح الوطنية للبلاد.
وقال هيغسيث في كلمة ألقاها خلال منتدى رونالد ريغان للدفاع الوطني في ولاية كاليفورنيا: إن واشنطن «تصوغ سياستها الخارجية بما يضمن أن تكون النتيجة في مصلحة الولايات المتحدة والعالم بأسره«، مُضيفًا: «وداعًا للمثالية الطوباوية، ولتكن الواقعية الرصينة حاضرة».
وأكّد الوزير هيغسيث، أن الولايات المتحدة «لن تسمح بعد الآن لحلفائها باستغلالها والتدخل في شؤونها»، مُشيرًا إلى أن الأمريكيين «يشعرون بالإحباط بسبب سنوات من استغلال حلفائهم لهم».
تأتي تصريحات وزير الحرب الأمريكي مُنسجمة مع مواقف سابقة للرئيس «دونالد ترامب»، الذي شدد مرارًا على أن بلاده ستتخلى عن المشروعات الخارجية واسعة النطاق، مثل التدخل العسكري في العراق وأفغانستان، لصالح سياسة تستند أساسًا إلى حماية وتعزيز المصالح القومية الأمريكية.
لم تكن الكلمات عابرة، بل بدت كجرس إنذار دوّى في أروقة السياسة الدولية، بعدما أطلق وزير الحرب الأمريكي، «بيت هيغسيث»، رسائل تحذير مباشرة للحلفاء، واضعًا حدًا لمرحلة طويلة من «الشراكات غير المتوازنة».
وفي التفاصيل، صرّح بيت هيغسيث، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة لن تسمح بعد الآن لحلفائها باستغلالها والتدخل في شؤونها.
قال «هيغسيث»، في منتدى «رونالد ريغان للدفاع الوطني» في كاليفورنيا: «لن نتسامح بعد الآن مع الاستغلال».
وأكد الوزير هيغسيث، أن الأمريكيين «يشعرون بالإحباط بسبب سنوات من استغلال حلفائهم لهم».
وقد أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، وثيقة حول استراتيجيتها للأمن القومي تتألف من (33) صفحة، وتُحدد «السياسة الخارجية» للولايات المتحدة خلال ولاية ترامب. وتعد مثل هذه الوثائق مرجعًا لتوجيه توزيع الميزانيات وتحديد أولويات السياسات عبر مؤسسات الحكومة الفيدرالية.
على وقع معركة سياسية مُتصاعدة، خرج وزير الحرب الأمريكي، «بيت هيغسيث»، عن صمته، مُوجّهًا سهام انتقاداته الحادة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق، «جو بايدن»، في مشهد يعكس احتدام الصراع حول «ملف الحدود» داخل واشنطن.
وفي التفاصيل، أفاد بيت هيغسيث، اليوم الأحد، بأن إدارة جو بايدن كانت تهتم بحدود «أوكرانيا» أكثر من اهتمامها بحدودنا.
قال هيغسيث في منتدى رونالد ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا: «الولايات المتحدة تعمل بلا كلل لإنهاء الصراع في أوكرانيا».
وأضاف الوزير الأمريكي: «في أقل من عام، نجح الرئيس ترامب في إبرام ثماني اتفاقيات سلام رئيسية، بما في ذلك نهاية تاريخية للحرب في غزة، ولم ينته بعد، فبينما نتحدث وتحت قيادة الرئيس، نعمل بلا كلل لإنهاء الحرب المأساوية في أوكرانيا وهي حرب ما كانت لتبدأ لو كان رئيسًا».
وتابع هيغسيث: « الرئيس ترامب مُنفتح على الحوار مع خصوم الولايات المتحدة»، مُؤكّدًا أن «ترامب يستطيع وسيتخذ الإجراء العسكري الحاسم الذي يراه ضروريًا للدفاع عن مصالح أمتنا».
ختم بيت هيغسيث قائلًا: «يجب ألا تشك أي دولة في العالم بأن ترامب مُستعد لاستخدام القوة لحماية مصالح الولايات المتحدة».
تأتي هذه التصريحات في وقت ترى فيه واشنطن أن «التسوية الدبلوماسية» وليس «التصعيد العسكري» السبيل الوحيد القابل للاستدامة لضمان أمن أوروبا وتجنب مواجهة استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا.
وسط دوامة من الضغوط والتحديات، يقف وزير الحرب الأمريكي، «بيت هيجسيث»، على حافة اختبار تاريخي لمستقبله ومسيرته، حيث تتصاعد الأزمات الداخلية والخارجية لتضع وزارته ومكانته الشخصية تحت المجهر، في مشهد سياسي ومؤسسي يعكس هشاشة القرار وسط عاصفة من التوتر والصراعات المتشابكة.