على وقع حزنٍ كثيف خيّم على «الشارع الجزائري»، استفاقت ولاية «بني عباس» على فاجعة إنسانية مُروّعة، بعد «حادث سير» دامٍ حوّل طريقًا عاديًا إلى مشهد من الألم، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في واحدة من أقسى الحوادث التي هزّت البلاد.
وفي التفاصيل، قُتل (9) أشخاص وأُصيب (10) آخرون في حادث سير مُروّع وقع بولاية «بني عباس» جنوب غرب الجزائر، حيث وقع الحادث إثر انحراف وانقلاب حافلة لنقل المسافرين على الطريق الوطني رقم (50) باتجاه بشار، في بلدية ودائرة تبلبالة.
وأفادت مصالح الحماية المدنية أنها تدخلت في حدود الساعة (13:50)، حيث تم إسعاف الجرحى الذين وصفت حالة بعضهم بالحرجة ونقلهم إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج. وقد فُتح تحقيق من الجهات المختصة لتحديد ظروف وملابسات هذا الحادث.
تعد الطرقات في الجنوب الغربي الجزائري، وخاصة الطريق الوطني رقم (50)، من المسارات التي تشهد حوادث مرور مُتكررة بسبب طول المسافات وصعوبة المسالك وكثافة حركة حافلات نقل المسافرين بين الولايات. وتعرف «الجزائر» سنويًا معدلات مُرتفعة من الحوادث «المُميتة» رغم حملات التوعية وتكثيف الرقابة المرورية، إذ تعود أغلب الأسباب إلى السرعة المُفرطة والتعب أثناء القيادة وحالة المركبات. وتعمل السُلطات بشكل مُستمر على تعزيز إجراءات السلامة وتحسين البنى التحتية في محاولة للحد من هذه المآسي المُتكررة.
من ناحية أخرى، في صمتٍ تام، ومن دون إنذار أو صراخ، يُواصل «القاتل الصامت» حصد الأرواح داخل البيوت الجزائرية الدافئة. لم تعد تلك الجدران ملاذًا آمنًا، بل تحوّلت إلى مسرحٍ لفواجع مؤلمة تُفجع أسرًا كل يوم وتترك خلفها حزنًا لا يندمل.
وفي التفاصيل، يُواصل «غاز أحادي أكسيد الكربون» حصد أرواح الجزائريين رغم حملات التوعية المتكررة، حيث شهدت عدة ولايات حوادث اختناق «مُميتة» خلال الأيام الأخيرة.
وفي «تيبازة»، تُوفي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة إثر «تسرب الغاز» من سخان الماء داخل منزلهم، كما أُصيب شخصان خلال محاولتهما إنقاذهم. وفتحت الجهات الأمنية تحقيقًا في الحادث.
وفي «الجلفة»، تُوفي شخصان داخل مستودع لتصليح الأجهزة الكهرومنزلية بسبب استنشاق الغاز المنبعث من مدفأة. كما سجّلت ولاية «سيدي بلعباس» تسع حالات اختناق في ثلاثة حوادث مُتفرقة بسبب سوء استعمال وسائل التدفئة وانعدام التهوية.
في «تيميمون»، أُصيب ثلاثة أفراد من أسرة واحدة بحالات اختناق بسبب تسرب غاز «البوتان»، بينما شهدت «باتنة» وفاة رجل يبلغ (49) سنة بعد العثور عليه جثة داخل منزل قيد الإنجاز إثر اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وتُشير الوقائع المتكررة إلى أن تجاهل قواعد السلامة داخل المنازل وغياب التهوية السليمة يُشكّلان السبب الأبرز وراء هذه الحوادث، على الرغم من التحذيرات المتواصلة التي تُطلقها مصالح الحماية المدنية.
على صعيد آخر، في مشهد يُنذر بخطرٍ اجتماعي مُتصاعد، دقّت «السُلطات الجزائرية» ناقوس الخطر بعد انتشار مادة «مُخدّرة» تُستخدم بطرق مُروّعة لاستهداف «الفتيات»، ما أشعل موجة قلق واسعة في الشارع.