شهدت السجادة الحمراء لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في دورته الخامسة بالمملكة العربية السعودية، حضوراً لافتاً من نجوم الفن العرب والعالميين، وسط أجواء احتفالية ومتابعة إعلامية كبيرة. وتوافد إلى السجادة الحمراء كل من أسماء جلال، صبا مبارك، حسن الرداد، عمر السعيد، أحمد حاتم، أروى جودة، وريم سامي، بالإضافة إلى عدد من الفنانين المشاركين في فعاليات المهرجان، الذي يُعد أحد أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة.
تزامن حضور النجوم مع عرض عدد من الأعمال السينمائية المهمة، حيث شهد المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم "رهين"، إلى جانب عرض فيلم "محارب الصحراء". وقد أثارت بعض اللقطات على السجادة الحمراء فضول الحاضرين، خاصة حقيبة غريبة حملها أحد أبطال فيلم "رهين"، وظهور أحد المشاركين مرتدياً قناعاً على شكل طائر، ما جذب أنظار وسائل الإعلام والجمهور على حد سواء.
تدور أحداث فيلم "رهين" حول شخصية سطام، الشاب الذي يواجه سلسلة من المصاعب وسوء الحظ، حيث لم ينجح في أي مشروع من مشاريعه الشخصية، ويقترب من فقدان منزله المرهون عند "أبو عاتق". في محاولة لتفادي الخسارة، يضع خطة جريئة للحصول على أموال من والده الثري والبخيل، لتبدأ رحلة مليئة بالتحديات والمغامرات، تعكس الصراعات الاجتماعية والاقتصادية بأسلوب درامي مشوق.

الفيلم من إخراج أمين الأخنش، وإنتاج عبدالله عرابي، وبطولة سعيد العويران، يزيد المجيول، عبدالعزيز السكيرين، عبدالله الدريس، خالد هويجان، أبرار فيصل، محمد الدوخي، وعلي بن مفرح، مع سيناريو من أحمد عامر وعبدالعزيز العيسى، وقد لاقى الفيلم اهتماماً واسعاً من الجمهور والنقاد على حد سواء.
من بين أبرز الحضور أيضاً النجمة العالمية جولييت بينوش، التي حضرت لمتابعة عرض فيلمها الوثائقي "In-I in Motion"، وهو أول عمل إخراجي لها، يوثق تعاونها الفني مع الراقص ومصمم الرقصات البريطاني أكرام خان. وقد تم تطوير هذا العرض من خلال ورشة عمل متخصصة، بمساعدة مدربة التمثيل الأمريكية سوزان باتسون ومدير الحركة هسو مان-سو، وتم تصوير الفيلم على يد ماريون ستالينس، شقيقة المخرجة.
عرض الفيلم كان للمرة الأولى في المسرح الوطني بلندن، وقدم رؤية جديدة في فنون الأداء والرقص المعاصر، مما أضاف بعداً دولياً متميزاً للمهرجان، وأكد مكانة السعودية كمنصة لاحتضان الأعمال السينمائية العالمية ودعم المواهب العربية والدولية.
يهدف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى دعم صناعة السينما في المنطقة، وتعزيز التبادل الثقافي بين السينمائيين العرب والعالميين، وتسليط الضوء على المواهب الجديدة والأعمال السينمائية المبتكرة. كما يسعى المهرجان إلى خلق منصة احترافية للترويج للأفلام العربية، وفتح آفاق التعاون الدولي، بما يعكس مكانة المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي للفنون والثقافة.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان أقيم هذا العام في ميدان الثقافة بمدينة جدة، وشهد تنظيم عدد من الفعاليات الموازية، بما في ذلك ندوات وحلقات نقاش حول صناعة السينما والتقنيات الحديثة في صناعة الأفلام.