أعلن حاكم جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، اليوم السبت، عن تنفيذ ضربات مكثفة على أهداف عسكرية وصناعية أوكرانية، ردًا على هجوم بطائرة مسيرة استهدف بناية مرتفعة في غروزني.
وقال قديروف في قناته على "تلغرام": "استهدفت الضربات الروسية المكثفة والدقيقة منشآت عسكرية وصناعية كبرى، بما في ذلك أهم منشآت الطاقة المنتشرة في مناطق مختلفة من أوكرانيا".
وأضاف أن الضربات شملت مستودعات صواريخ وقنابل جوية تحت الأرض، ومطارات، ومواقع لتجميع الطائرات المسيرة، ومراكز الإصلاح العسكرية واللوجستية، ومنشآت الدفاع الجوي، والبنية التحتية العسكرية في الموانئ، ومحاور سكك الحديد المخصصة لتسليم شحنات الناتو، ومواقع تمركز المعدات القتالية.
وأكد قديروف أن أوكرانيا تتردد في الاعتراف بحجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية والصناعية، واصفًا التقارير الإعلامية بالـ"جهنمية"، مضيفًا: "هذا ليس كل شيء بعد، المزيد من الضربات في الطريق، وإنذارات الغارات الجوية تدوي في جميع أنحاء أوكرانيا منذ الصباح".
ناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، برفقة أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم أوميروف، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أندريه هناتوف، مجموعة من القضايا الجوهرية مع المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مكالمة هاتفية وصفت بالمطولة والمهمة، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء "يوكرين فورم" الأوكرانية اليوم السبت.
وأوضح زيلينسكي، عبر حسابه الرسمي على تطبيق تليجرام، أن النقاش تناول عدة جوانب استراتيجية وأمنية وسياسية، مع التركيز على القضايا الرئيسية التي قد تسهم في وضع حد لإراقة الدماء في أوكرانيا. وأضاف الرئيس الأوكراني أن المشاركين اتفقوا على أهمية تحديد خطوات واضحة لضمان تحقيق سلام مستدام وعادل، مشددًا على ضرورة العمل المشترك بين أوكرانيا والجانب الأمريكي للوصول إلى تسوية شاملة.
وأكد زيلينسكي أن المحادثة كانت مثمرة للغاية وسريعة في تناول الموضوعات الجوهرية، مشيرًا إلى أن أوكرانيا مستعدة لمواصلة الحوار والعمل بحسن نية لتحقيق سلام حقيقي في المنطقة، وهو ما يعكس حرص كييف على معالجة الأزمة من خلال حلول دبلوماسية متقدمة.
تأتي هذه المناقشات في وقت تشهد فيه الأوضاع على الأرض تصعيدًا متقلبًا، وسط جهود دولية لإيجاد مسارات للتفاوض بين أوكرانيا وروسيا، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دعم المفاوضات وطرح المبادرات التي قد تفضي إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق مستدام. وتعد مشاركة شخصيات بارزة مثل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مؤشرًا على الأهمية الاستراتيجية التي توليها واشنطن للملف الأوكراني، وسعيها لتقديم دعم سياسي ودبلوماسي فعال لضمان استقرار المنطقة.
في ختام بيانه، شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا عازمة على العمل مع جميع الشركاء الدوليين بحسن نية، لتحقيق الأمن والاستقرار، وإنهاء الصراع الدموي الذي طال أمده، بما يضمن حماية المدنيين واستعادة الأراضي المتأثرة. ويأتي ذلك ضمن مساعي الحكومة الأوكرانية لزيادة الضغط الدبلوماسي على الأطراف الفاعلة، وإيجاد توافق دولي يضمن العودة إلى الحوار البنّاء وحل الأزمة عبر الوسائل السلمية.