حوض النيل

السودان: مقتل 50 شخصًا بهجوم بطائرة مسيرة على روضة أطفال

السبت 06 ديسمبر 2025 - 10:37 م
هايدي سيد
الأمصار

أعلنت شبكة أطباء السودان، اليوم السبت 6 ديسمبر 2025، عن وقوع هجوم مأساوي بطائرة مسيرة شنته قوات الدعم السريع على روضة أطفال في بلدة كالوجي التابعة لولاية جنوب كردفان، أسفر عن مقتل 50 شخصًا بينهم 33 طفلًا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، ما يثير القلق الدولي حول استمرار انتهاك القانون الإنساني الدولي في السودان.

وأكدت الشبكة أن الهجوم لم يقتصر على الموقع الأول فقط، بل استهدف المسعفين الذين حضروا لتقديم الإسعافات للضحايا، في هجوم ثانٍ غير متوقع. كما تعرض موقع مدني ثالث بالقرب من المواقع السابقة لهجوم لاحق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى إضافيين، بحسب ما أوضحت منظمة محامو الطوارئ الحقوقية، التي تابعت الحادث وأدانت بشدة هذه الانتهاكات.

وأشارت المنظمة إلى أن استهداف المدنيين والأطفال والبنية التحتية الحيوية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات وحماية السكان المحليين.

وقالت الشبكة الحقوقية إن الحصيلة النهائية للقتلى مرشحة للارتفاع، نظرًا لصعوبة الوصول إلى المنطقة والتواصل مع فرق الطوارئ. وتفتقر مناطق جنوب كردفان بشكل كبير إلى الخدمات الصحية والإغاثة الإنسانية، ما يزيد من خطورة الوضع ويضع الضحايا في مواجهة معاناة إضافية بعد فقدان ذويهم.

السياق الأمني والإنساني في جنوب كردفان

تأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد الصراعات المسلحة في السودان بين القوات الحكومية والفصائل شبه العسكرية، ما يزيد من هشاشة الوضع الإنساني في الولايات الجنوبية والريفية. وتشهد جنوب كردفان تحديات كبيرة تشمل النزوح، ونقص الغذاء، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية، خصوصًا للأطفال الذين يمثلون نسبة كبيرة من الضحايا.

وحذر خبراء حقوق الإنسان من أن استمرار هذه الهجمات على المدنيين والمسعفين سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، ويزيد من معاناة الأسر النازحة والناجين من الهجوم.

طالبت الشبكة ومنظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي بإطلاق تحقيق عاجل لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، إضافة إلى تقديم الدعم الإنساني الطارئ للضحايا، وتوفير الرعاية الطبية والنفسية للأطفال الناجين. كما أكدت على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

هذا الحادث المأساوي يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز الحماية المدنية في السودان، ويدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد العسكري فورًا والعمل على إيجاد حلول سلمية لإنهاء معاناة المدنيين.