حوض النيل

الاتحاد الأوروبي يدين هجوم كلوقي في السودان ويعتبره جريمة حرب

السبت 06 ديسمبر 2025 - 09:11 م
هايدي سيد
الأمصار

أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي في ولاية جنوب كردفان بالسودان، والذي نفذته قوات الدعم السريع، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا، معظمهم من الأطفال، في حادثة وصفها الاتحاد بأنها "جريمة حرب واضحة".

وقالت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، إن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما فيها المدارس والمستشفيات، محظور تماماً وفقاً للقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أن العنف المفرط ضد السكان يتطلب مساءلة عاجلة. ودعت المفوضة جميع أطراف النزاع في السودان إلى احترام التزاماتها القانونية وحماية المدنيين من أي أذى، مشيرة إلى أن استمرار هذا العنف سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وأشار مدير محلية كلوقي إلى أن حصيلة الضحايا جراء القصف الأخير ارتفعت إلى 80 قتيلاً، بينهم 46 طفلاً، إضافة إلى 38 جريحاً. وأوضح أن الهجوم استهدف روضة أطفال ومستشفى ريفياً في البداية، حيث قتل 8 أشخاص منهم 6 أطفال ومعلمة، قبل أن تتفاقم الأعداد مع استمرار القصف المكثف على المدينة، ما يعكس خطورة الوضع على المدنيين.

من جانبها، وصفت وزارة الخارجية السودانية الهجوم بأنه "مذبحة مكتملة الأركان"، مؤكدة أن قوات الدعم السريع قامت بقصف مباشر على روضة الأطفال باستخدام صواريخ من طائرة مسيرة، وأعادت قصف الموقع أثناء محاولات الأهالي إنقاذ المصابين، قبل أن تلاحق المصابين والمسعفين داخل المستشفى، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير. 

وأكدت الوزارة أن هذه الواقعة لم يعرف لها مثيل سابق على مستوى العالم، وأنها انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية وحقوق الإنسان.

وأثار الهجوم ردود فعل دولية واسعة، حيث طالب خبراء حقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي مستقل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة الجهات المنفذة، وضمان حماية المدنيين في مناطق النزاع السودانية. 

وأوضح الاتحاد الأوروبي أن هذه الحادثة تؤكد الحاجة الماسة لتكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف النزاع في السودان وتخفيف معاناة السكان، مؤكدًا أن استمرار العنف سيؤدي إلى تدهور كارثي للوضع الإنساني في البلاد.

وتأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد الصراع بين القوات الحكومية السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى منذ اندلاع الأزمة إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح مئات الآلاف من المدنيين داخلياً وخارجياً. ويطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين، بينما يواجه السودان تحديات أمنية وسياسية كبيرة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.

كما دعا المراقبون والمنظمات الدولية إلى ضرورة الضغط على أطراف النزاع لوقف الهجمات على المدنيين وتوفير الممرات الآمنة لإجلاء المصابين، والعمل على فتح حوار سياسي شامل يضمن حماية حقوق الإنسان ويضع حداً للعنف المسلح المتكرر في جنوب كردفان وبقية الولايات السودانية المتضررة.