شهدت مدينة بريتوريا، عاصمة جنوب إفريقيا، حادث إطلاق نار مروع داخل حانة غير مرخصة تقع في بلدة سولسفيل غرب المدينة، ما أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و16 عامًا، وفقًا لما أعلنته الشرطة المحلية، السبت 6 ديسمبر 2025.
وأوضح بيان الشرطة أن الحادث أسفر أيضًا عن إصابة 14 شخصًا آخرين بجروح متفاوتة، تم نقلهم فورًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة. وأضافت السلطات أن الحادث وقع في وقت مبكر من صباح السبت، وأن فرق التحقيق بدأت عمليات البحث عن ثلاثة مشتبه بهم يُعتقد أنهم نفذوا الهجوم.
وأكدت الشرطة أن التحقيق في الواقعة جاري على قدم وساق، مشيرة إلى أن الحادث يأتي في سياق تزايد معدلات العنف المسلح في جنوب إفريقيا، التي تصنف ضمن الدول التي تشهد واحدة من أعلى نسب جرائم القتل في العالم، مع تسجيل أكثر من 26 ألف حالة قتل خلال عام 2024 بمعدل يفوق 70 جريمة يوميًا.

وفي هذا السياق، أعرب خبراء الأمن المحليون عن قلقهم البالغ من استمرار تفاقم العنف المسلح، مؤكدين أن الحوادث المماثلة تعكس التحديات الأمنية العميقة التي تواجهها الدولة، بما في ذلك ضعف الضبط الأمني في بعض المناطق وارتفاع معدلات انتشار الأسلحة غير القانونية.
وشددت الشرطة على أن التحقيق لن يقتصر على تحديد الجناة فقط، بل سيشمل أيضًا دراسة الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث في حانة غير مرخصة، وهو ما يفتح النقاش حول ضرورة تشديد الرقابة على المنشآت العامة وتعزيز الإجراءات الأمنية للحد من مثل هذه الجرائم.
وفي السياق الإنساني، أكدت السلطات حرصها على تقديم الدعم النفسي والمادي للضحايا وعائلاتهم، خاصة الأطفال الذين فقدوا حياتهم في الحادث، في محاولة لتخفيف الصدمة التي خلفها هذا الحادث المأساوي على المجتمع المحلي.
ويشير المحللون إلى أن هذه الحادثة تعكس بشكل واضح الأزمة المستمرة في جنوب إفريقيا فيما يتعلق بالعنف المسلح والأمن العام، داعين الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الأمن وحماية المدنيين، خصوصًا في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
وفي النهاية، يمثل هذا الحادث المأساوي تذكيرًا بمدى هشاشة الوضع الأمني في بعض مناطق جنوب إفريقيا، كما يسلط الضوء على ضرورة تكاتف السلطات والمجتمع المدني لوضع استراتيجيات فعالة لمواجهة الجرائم المسلحة وتقليل خسائر الأرواح البشرية، مع التركيز على حماية الأطفال والمواطنين الأبرياء.