أكدت هيئة المنافذ الحدودية في العراق، اليوم السبت، جاهزية العراق لتطبيق نظام النقل الدولي دون الحاجة لمذكرات تفاهم إضافية، وفيما بينت أن 515 شاحنة حقيقية تعبر الحدود تحت مظلة نظام TIR الدولي، أشارت إلى أن هناك تسهيلات خاصة ومسارات حصرية للشاحنات المشمولة بنظام TIR.
وقال رئيس هيئة المنافذ الحدودية في العراق، عمر الوائلي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هيئة نفذت نظام التتبع بواسطة الأقفال الإلكترونية لضمان عبور البضائع بشكل آمن، حيث تتم متابعتها من قبل مركز عمليات الهيئة، بما ينسجم مع متطلبات نظام TIR العالمي".
وبين أن "مسارات مرور خاصة جرى افتتاحها في جميع السيطرات والمنافذ الحدودية لتسهيل حركة الشاحنات الملتزمة بنظام TIR، وصولاً إلى منافذ الخروج"، مشدداً على أن "الشاحنات التي لا تمتلك دفتر TIR لا يُسمح لها بالمرور، باعتبار أن الدفتر يعد وثيقة أساسية تصدر من بلد المنشأ".
وعن دور النظام في الحد من عمليات التهريب، أوضح الوائلي أن "تطبيق نظام TIR يسهم بشكل مباشر في تعزيز الرقابة عبر موثوقية البيانات المتبادلة إلكترونياً، والتي تشمل بوالص الشحن، وشهادات المنشأ، والفواتير، والوثائق المثبتة لمصدر البضائع ووجهتها ووسيلة النقل، إضافة إلى الأختام الجمركية المشار إليها في دفتر TIR".
وأكد الوائلي أن "التحقق من سلامة الأختام الدولية يتم من خلال مطابقة أرقامها وتفاصيلها الواردة في وثائق الشحن المرسلة مسبقاً إلكترونياً، إضافة إلى ربطها بالقفل الإلكتروني المجهز من قبل هيئة المنافذ الحدودية"، لافتاً إلى أن "جميع دول الجوار منضوية تحت اتفاقية TIR الدولية، وتوجد تفاهمات مشتركة معها للعمل وفق النظام، والتنسيق في هذا المجال مستمر".
وأوضح الوائلي أن "العراق بدأ بالفعل اعتماد نظام TIR في موانئ البصرة"، مبيناً أنه "تم عبور رحلتين ضمن النظام عبر الموانئ العراقية خلال الفترة الماضية، كما تم ادخال 515 رحلة حقيقية من مجموع 898 رحلة كلية على المنصة موافق عليها من قبل الجهات المسؤولة".
وتابع أن "الشاحنات المشمولة بنظام TIR لا تتطلب دخولها ساحات وقوف، بل تُعامل وفق تسهيلات خاصة مقرها ضمن الضوابط التي تحدد دخولها كونها تحمل دفتر TIR، وبموجب موافقات مسبقة من الاتحاد الدولي للنقل الطرقي وفق معايير دولية، كما تم تحديد مسارات خاصة لهذه الشاحنات بمعزل عن مسارات مرور الشاحنات الاعتيادية لتسهيل الحركة وضمان انسيابية العبور".
وحول التعاون الإقليمي، أكد الوائلي أن العراق لا يحتاج لتوقيع مذكرات تفاهم إضافية مع الدول لتفعيل نظام TIR، كونه نظاماً دولياً يعمل وفق سياقات وإجراءات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد، وفي حال وجود أي تعارض فرعي يتم عقد اجتماعات مشتركة للوصول إلى رؤية متفق عليها لا تتعارض مع الإجراءات الرئيسة الدولية، مضيفاً أن "جميع المنافذ الرسمية البرية والبحرية مشمولة بالنظام، وجميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذه.
ويوم أمس، أشاد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بالارتقاء بالتجارة البرية، مؤكداً استكمال المشاريع الاستراتيجية للنقل وأبرزها طريق التنمية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أثنى على أداء الجهات الحكومية والوزارات المعنية، بعد ما تحقق من نمو كبير مؤشر في مجال التجارة الدولية البرية العابرة للأراضي العراقية، وفق ما أكده الاتحاد الدولي للنقل البري/ IRU".
وأشار السوداني، بحسب البيان، إلى أن "تنامي التجارة وحركة النقل والتبادل الإقليمية والدولية، عبر شبكة الطرق البرية العراقية، دليل على التزام العراق بتحديث قطاع التجارة، واعتماد الممارسات الدولية، ويؤكد المضي في استكمال المشاريع الاستراتيجية الكبرى وأبرزها طريق التنمية، والجدوى المتحققة والمتصاعدة من اعتماد نظام العبور الجمركي الدولي/ TIR، وتفعيل هيئة المنافذ الحدودية الأنظمة والتسهيلات المطلوبة بالشراكة مع الاتحاد الدولي للنقل البري".
وشدد رئيس مجلس الوزراء، في توجيهاته، على "ضرورة مضي الدوائر والمؤسسات المعنية بمشاريع التحديث والأتمتة واستخدام التكنولوجيا الرقمية، حتى يؤدي العراق كامل دوره الحيوي والمركزي في التجارة العالمية، بما يعود بالنفع على التنمية المحلية وخلق فرص العمل وتعظيم الاقتصاد غير النفطي".
وفي وقت سابق، أكد الاتحاد الدولي للنقل البري (IRU)، أن العراق حقق قفزة كبيرة في سرعة العبور عبر نظام TIR للتجارة الدولية.
وذكر تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للنقل البري (IRU) اطلعت عليه وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "العراق بات يشكل محور عبور استراتيجياً متنامياً بعد نجاحه في اختصار زمن نقل معدات تصوير سينمائي من هنغاريا إلى الأردن من خمسة أسابيع إلى ستة أيام فقط، مستفيداً من الطريق الدولي العراقي الذي أُعيد فتحه مؤخراً أمام حركة النقل التجاري ضمن نظام العبور الجمركي الدولي TIR".
وأضاف أن "العملية أثبتت أن الطريق العراقي أصبح مساراً جديداً بدأ العالم باكتشافه، بعد أن ساهم في تسهيل مرور الشحنة الأوروبية الثقيلة بسرعة غير مسبوقة نحو الأردن، حيث ستُستخدم المعدات في إنتاج فيلم يعرّف بتاريخ الأردن ومعالمه التراثية".
وأشار التقرير إلى أن "هذا الإنجاز يعكس تنامي دور العراق كحلقة وصل حيوية تربط أوروبا بدول الخليج والشرق الأوسط، خصوصاً مع توسّع الاعتماد على نظام TIR الذي يسهم في تسريع إجراءات العبور وتقليل التوقفات على الحدود، ما يعزز من قدرات سلاسل الإمداد في المنطقة".