الشام الجديد

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مسلحين تجاوزوا الخط الأصفر شمال غزة

الجمعة 05 ديسمبر 2025 - 10:28 م
مصطفى سيد
الأمصار

أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، اليوم الجمعة، أنّ قواته نفّذت عملية عسكرية استهدفت ما وصفه بـ"مسلحين" اقتربوا من مواقع الجيش خلال انتشاره في شمال قطاع غزة، مؤكداً أنّ هذا الاقتراب اعتُبر "تهديدًا مباشرًا" تطلّب تدخلاً عاجلًا من الوحدات الميدانية وسلاح الجو.

وبحسب بيان الجيش، فإنّ أحد المسلحين شوهد وهو يتجاوز ما يُعرف عسكريًا بالخط الأصفر، وهو خط يفصل بين مناطق انتشار القوات الإسرائيلية والمسافات التي تعتبرها محظورة، موضحًا أنّ تقدّم المسلح باتجاه القوات كان كافيًا لإطلاق عملية مشتركة بين القوات البرية وسلاح الجو، انتهت بتنفيذ ضربة جوية أودت بحياته. ووصف الجيش العملية بأنها جاءت في إطار "إزالة تهديد آني" يستهدف جنوده المتمركزين شمال القطاع.

وأشار البيان إلى أنّ عملية الرصد جرت من خلال أنظمة المراقبة والتعقب التابعة للوحدات المنتشرة داخل مناطق العمليات، في وقت ذكرت فيه منصات إعلامية دولية – من بينها منصة يورو نيوز الأوروبية – أنّ إطلاق النار وقع أثناء "اقتراب مشبوه" لمجموعة من المسلحين قرب تمركز القوات الإسرائيلية.

في المقابل، لم تصدر مصادر فلسطينية أو جهات رسمية بيانات دقيقة بشأن هوية القتيل أو أعداد الضحايا المحتملين، إلا أنّ مصادر ميدانية في شمال القطاع أشارت إلى وقوع قتلى خلال اشتباكات ومداهمات إسرائيلية متكررة خلال الساعات الماضية، في ظل استمرار التوتر العسكري وتحليق الطائرات الحربية فوق المناطق السكنية.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة عمليات عسكرية ينفذها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في شمال غزة، على خلفية مواجهات واسعة اندلعت خلال الأيام الماضية وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أعلنته القيادة العسكرية في تل أبيب. وترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنّ "إعادة السيطرة الميدانية" شمال القطاع تتطلب ما تسميه "عمليات استباقية" لمنع هجمات محتملة.

من جانبها، عبّرت منظمات فلسطينية ومدنية عن مخاوف متصاعدة من استمرار استهداف المناطق السكنية أو المواقع القريبة منها، محذّرة من أن السكان المدنيين هم الأكثر تضررًا جراء العمليات العسكرية المستمرة. وتؤكد هذه المنظمات أنّ غياب ضمانات الحماية وازدياد وتيرة العمليات يضاعف حجم المعاناة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان بالفعل من نقص حاد في الخدمات الأساسية والنزوح المتكرر.

ويأتي الإعلان الإسرائيلي بينما تتواصل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، إلا أنّ التصعيد الميداني المتكرر يعكس  بحسب مراقبين  هشاشة أي تفاهمات سابقة ومحاولة كل طرف فرض واقع جديد على الأرض. ويرى محللون أنّ تكرار هذه العمليات يؤشر إلى احتمال تجدد موجات عنف أوسع، بما يزيد من حجم الخسائر البشرية ويعمّق الأزمة الإنسانية في غزة.

وتختتم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بيانها بالتأكيد على أنّ العملية "كانت استجابة لتهديد مباشر"، غير أنّ استمرار هذه الاستجابات – كما يقول خبراء دوليون – يكشف حجم الاحتقان القائم ويعكس واقعًا ميدانيًا شديد التعقيد، في وقت يبدو فيه الحل السياسي بعيدًا عن التنفيذ.