رياضة

ترامب يتسلم أول جائزة فيفا للسلام ويشيد بمبيعات مونديال 2026

الجمعة 05 ديسمبر 2025 - 09:24 م
مصطفى سيد
الأمصار

في حدث يجمع بين الرياضة والسياسة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) اليوم الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية منح الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب أول نسخة من جائزة فيفا للسلام، وذلك على هامش مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026، التي تستضيفها كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وخلال كلمته بعد تسلمه الجائزة، وصف ترامب التكريم بأنه “شرف كبير”، مؤكدًا على التعاون المستمر بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لتنظيم مونديال استثنائي. وأضاف ترامب أن مبيعات تذاكر البطولة حققت أرقامًا قياسية حتى الآن، معبّرًا عن فخره بما وصفه بـ “أعظم حملة بيع تذاكر في تاريخ كأس العالم”، وفق وكالة رويترز.

ووفق بيانات فيفا، فقد تجاوز عدد التذاكر المباعة حتى الآن مليون تذكرة، موزعة على جماهير من أكثر من 212 دولة، ما يعكس حجم الاهتمام العالمي بالبطولة المقبلة. وأوضح الاتحاد أن الهدف من إطلاق جائزة فيفا للسلام هو تكريم “الأفراد الذين قاموا بأفعال استثنائية من أجل السلام ووحدة الشعوب”، معتبرًا كرة القدم رمزًا عالميًا للتقارب والتواصل بين الشعوب.

لكن قرار منح الجائزة لترامب أثار جدلاً واسعًا، خصوصًا في ظل تجاهله لجائزة نوبل للسلام التي مُنحت هذا العام لشخصية أخرى. 

ورأى البعض أن تكريم ترامب عبر جائزة رياضية يمثل مزجًا بين الرياضة والسياسة، بينما اعتبرت بعض المنظمات الحقوقية أن سياسات ترامب في قضايا الهجرة وحقوق الإنسان تتعارض مع روح السلام التي يفترض أن تمثلها الجائزة.

ويأتي هذا التكريم في وقت يستعد فيه العالم لكأس عالم يشارك فيها 16 مدينة موزعة على ثلاث دول، ما يشير إلى مستوى لوجستي وتنظيمي غير مسبوق. وأكد ترامب أن البطولة ستعكس صورة “منفتحة وموحدة”، يمكن أن تُستخدم كأداة دبلوماسية إلى جانب الرياضة، في إشارة إلى محاولة ربط الفعاليات الرياضية بالمشاريع الدولية للسلام.

ومع ذلك، يثير منح جائزة سلام عبر اتحاد رياضي أسئلة حول مدى استقلالية الرياضة عن السياسة، ومدى ملاءمة تكريم شخصيات مثيرة للجدل سياسيًا ضمن مبادرات سلام. ويظل هذا القرار محور نقاش واسع بين وسائل الإعلام والجمهور، مع اقتراب موعد انطلاق مونديال 2026، والذي من المتوقع أن يشهد منافسات حامية بين جميع المنتخبات العالمية، مع مشاركة عربية لافتة تشمل السعودية ومصر وقطر وتونس والمغرب والجزائر والأردن، إلى جانب العراق في حال تأهله عبر الملحق العالمي.

وفي المجمل، يمثل قرار فيفا محاولة لتوسيع دور الرياضة في تعزيز السلام والدبلوماسية، لكن استمرار الجدل حول منح ترامب الجائزة يعكس التعقيدات المصاحبة للسياسة الرياضية والاعتبارات الدولية.