الشام الجديد

خلاف داخل الجيش الإسرائيلي بعد عرقلة كاتس ترقية ضابط بارز

الجمعة 05 ديسمبر 2025 - 06:57 م
مصطفى سيد
الأمصار


شهدت المؤسسة العسكرية في إسرائيل تصعيدًا جديدًا في سلسلة التوترات الداخلية، بعدما كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، أن وزير الجيش الإسرائيلي إسرائيل كاتس رفض المصادقة على ترقية أحد كبار الضباط، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا إضافيًا على تعمّق الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن كاتس اعترض على ترقية ضابط الاحتياط غيرمان غيلتمان، مُرجعًا موقفه إلى وجود شبهات حول مشاركة الضابط في احتجاجات مناهضة للحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا في حركة "إخوة السلاح" التي لعبت دورًا بارزًا في التظاهرات الواسعة التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية ضد سياسات الائتلاف الحاكم.

ويأتي هذا الرفض رغم أن اسم غيلتمان كان مدرجًا ضمن قائمة التعيينات والترقيات العليا التي أعلنها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير مساء الخميس، والتي شملت ترقية ضابطين إلى رتبة عميد، و28 ضابطًا إلى رتبة عقيد، إلى جانب نقل عميد وتسعة عقداء إلى مناصب جديدة مع الاحتفاظ برتبهم.

 ووفقًا للمصادر العبرية، كان غيلتمان على وشك الحصول على ترقية مماثلة، قبل أن يتدخل كاتس ويوقف القرار بزعم وجود “تعارض مع السلوك المنضبط المفترض من ضباط الجيش”.

وترى مصادر إسرائيلية أن الخلاف بين كاتس وزامير لم يعد مجرد اختلاف في وجهات النظر، بل تحوّل إلى اشتباك مؤسسي متكرر حول صلاحيات التعيين وآليات اتخاذ القرار داخل الجيش الإسرائيلي، خاصة في ظل الضغوط السياسية والعسكرية التي تواجهها تل أبيب بالتزامن مع العمليات العسكرية المستمرة وعدة ملفات استراتيجية حساسة.

كما يشير مراقبون إلى أن سلسلة الخلافات بين الوزير ورئيس الأركان باتت تمثل تحديًا مباشرًا لوحدة المؤسسة العسكرية، خصوصًا مع دخول البعد السياسي على خط الترقيات والتعيينات.

 ويؤكد هؤلاء أن الجدل الدائر حول مشاركة ضباط في الاحتجاجات المعارضة للحكومة أصبح عاملًا حساسًا في أي قرار يتعلق بترقياتهم أو استمرارهم في المناصب العليا.

ويرى محللون أن خطوة كاتس الأخيرة تحمل رسائل سياسية أكثر منها إدارية، في ظل مساعي الحكومة الإسرائيلية لإعادة ضبط العلاقة بين الجيش والسلطة التنفيذية، ومنع تكرار أي انخراط سياسي محتمل لضباط أو قادة عسكريين في الحياة المدنية خلال أوقات الأزمات.

ويحذر خبراء من أن استمرار هذا النوع من النزاعات قد يؤثر على الأداء العملياتي والتنظيمي للجيش الإسرائيلي، في وقت تحتاج فيه المؤسسة العسكرية إلى أعلى درجات التنسيق والانسجام، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة داخليًا وخارجيًا.

وبينما لم يصدر تعليق إضافي من مكتب وزير الجيش أو هيئة الأركان حول الخلاف الأخير، تشير التقديرات إلى أن المشهد مرشح لمزيد من التعقيد خلال المرحلة المقبلة، ما يعكس أزمة ثقة آخذة في الاتساع بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.