شهدت القاهرة احتفالية لتكريم الدكتور عبد الله البدري، رئيس مدارس الجودة السودانية، بجائزة أفضل معلم سوداني لعام 2025، والمقدمة من المنظمة الماليزية للتعليم، تقديراً لجهوده في تأسيس وتطوير منظومة تعليمية وتربوية رائدة.
حضر الحفل كل من محمد فتح الرحمن، المستشار الفني للسفارة السودانية في مصر، والفريق إبراهيم سليمان، وزير الدفاع السوداني الأسبق، والفريق إبراهيم الألماس، رئيس حركة العدل والمساواة بوزارة الدفاع السودانية. كما شارك خالد الفاتح، وزير التربية والتعليم السوداني سابقاً ومدير مدارس الصداقة السودانية الحالية التابعة لسفارة السودان، والدكتور ضياء بالتلفزيون السوداني، وحشد من السياسيين والدبلوماسيين والمسؤولين السودانيين.
وأعرب الدكتور عبد الله البدري عن سعادته بالتكريم، مؤكداً أن المنظمة الماليزية تختار الرواد من المعلمين، وقد اختارته كأفضل شخصية تعليمية في المجال التربوي لعام 2025.
وأشار البدري إلى أنه أسس منظومة تعليمية سودانية متكاملة تشمل ست مدارس للجودة في مصر واثنتي عشرة مدرسة في السودان، وهي مدارس تربوية تلتزم بالمعايير السودانية.
كما أعلن البدري عن إنجاز جديد لطلابه، تمثل في فوزهم بالمركز الثاني على مستوى الوطن العربي في مسابقة الرياضات الذهنية التي أقيمت في العراق.

يُذكر أن الدكتور عبد الله البدري رجل عصامي تدرج في المناصب، حيث بدأ مسيرته كمعلم ثم وكيل مدرسة، وحصل لاحقاً على درجة الدكتوراه. كما عمل كمحكم لجائزة رئيس الجمهورية بالسودان للأداء الحكومي، ومدقق في نظام الجودة والأيزو منذ عام 2001.
وكان أكد معتز الفحل، أمين عام الحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، أن تزايد الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية يمثل انتصارًا دبلوماسيًا وسياسيًا مهمًا يؤكد صحة موقف الدولة السودانية، مشيرًا إلى أن الدعم الإقليمي والدولي الذي يشهده السودان يعزز من موقف الخرطوم في مواجهة التحديات الراهنة ويشكل دعامة أساسية لاستقرار البلاد ووحدة أراضيها.
وأضاف الفحل، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج "عن قرب" على قناة القاهرة الإخبارية، أن المشهد قبل نحو عامين كان مختلفًا تمامًا، حيث كانت بعض الأطراف الدولية تعتبر أن قوات الدعم السريع على وشك السيطرة على العاصمة الخرطوم ومناطق واسعة من السودان، ما كان ينذر بوصول ميليشيا مسلحة إلى الحكم وتهديد استقرار الدولة.
وأوضح أن وحدة الشعب السوداني وتمسّكه بسيادة البلاد، إلى جانب قدرات القوات المسلحة والقوات المشتركة والدعم الإقليمي، ساهمت في تغيير المعادلة على الأرض وفرض واقع جديد يحترم مؤسسات الدولة ويعزز من شرعيتها.

وأشار الفحل إلى أن التحول في الموقف الأمريكي يحمل رسالتين أساسيتين: الأولى تؤكد صحة موقف السودان في التمسك بسيادته، والثانية تدل على إدراك واشنطن لأهمية السودان الاستراتيجية ودوره المحوري في المنطقة. وأوضح أن موقف الولايات المتحدة كان قبل الثورة أكثر تحفظًا، متهمة النظام السابق برعاية التطرف، بينما يعكس الوضع الحالي تقديرًا لدور السودان كلاعب سياسي مهم على الصعيد الإقليمي.
وضع الفحل التحركات الدبلوماسية المصرية في مقدمة الجهود الداعمة للسودان، مشيرًا إلى اتصالات وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي مع المبعوث الأمريكي والتنسيق المشترك بين القاهرة والرياض كركائز أساسية لتعزيز الموقف السوداني على الساحتين الإقليمية والدولية. وأضاف أن هذه الجهود تُظهر اهتمامًا عربيًا واضحًا بوحدة السودان ودعم مؤسساته الشرعية في مواجهة محاولات فرض واقع جديد بالقوة.
وأكد الفحل أن السودان يسعى إلى حل سياسي شامل يحترم تطلعات الشعب ويستبعد الميليشيات التي تعتبر قوة إرهابية لا يمكن أن تكون جزءًا من المشهد الرسمي للدولة. وشدد على أن القوات المسلحة السودانية ستظل الضامن للسيادة والتراتبية القانونية، وهي الأساس لأي سلطة انتقالية أو مستقبلية في البلاد.
وأشار الفحل إلى المخاطر المتعلقة بالمسار الإنساني في مناطق سيطرة الميليشيات، حيث تستغل هذه الجماعات المساعدات لإدخال السلاح لعناصرها، بينما يُحرم المدنيون من الاحتياجات الأساسية. وشدد على ضرورة ضبط هذا المسار بشكل فعال لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وحماية المدنيين من الاستغلال.