من جديد يعود صوت الرصاص ليعلو فوق الحياة اليومية في غرب «طرابلس»، حيث اندلعت اشتباكات مسلّحة مُفاجئة خلّفت قتلى وجرحى، لتُعيد إلى الواجهة هواجس «الانفلات الأمني» الذي يُهدّد العاصمة الليبية.
وفي التفاصيل، أفادت وسائل إعلام ليبية، اليوم الجمعة، بمقتل شخصين وإصابة (3) آخرين في اشتباكات مسلحة بمدينة «الزاوية» غربي طرابلس.
وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت في محيط الطريق الساحلي عن مقتل أشرف صكح ومحمد بن كورة، وهما من منتسبي الكتيبة (103) المعروفة بـ«كتيبة السلعة» بإمرة عثمان اللهب. كما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي إصابة مواطن مدني إثر سقوط مقذوف بالقُرب منه.
أدى توسع رُقعة الاشتباكات إلى إغلاق الطريق الساحلي بالزاوية من الإشارة الضوئية «أولاد صقر» حتى «بوابة الحرشة»، مما تسبب في شلل جزئي للحركة. ودعا الجهاز المواطنين إلى توخي الحذر واستخدام طرق بديلة.
جاءت هذه الاشتباكات في سياق «توتر أمني مُتجدد» تشهده المدينة، التي تتكرر فيها المواجهات المسلحة بين مجموعات محلية تُؤثر على حياة السكان وتُغلّق الطرق الحيوية.
وسط تصاعد التوترات العسكرية في «طرابلس»، أصدرت «بعثة الأمم المتحدة في ليبيا»، تحذيرًا شديد اللهجة يُطالب بوقف التصعيد فورًا، مُشددة على المخاطر الكبيرة التي تُهدد المدنيين وأمن العاصمة.
وفي هذا الصدد، جددت «بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا»، إعرابها عن بالغ القلق إزاء التقارير التي تُفيد بتصاعد التوترات واستمرار التعبئة العسكرية بالعاصمة طرابلس، مُحذّرة من عواقب وخيمة على المدنيين.
وأوضحت البعثة، في بيان صحفي، أنها تُدرك أن المفاوضات ما زالت جارية بإشراف المجلس الرئاسي، داعية الأطراف المنخرطة إلى الاستمرار في الحوار ومناقشة القضايا العالقة بـ«حسن نية»، بما يُحقق المصلحة العليا لسكان طرابلس المدنيين الذين شددت على ضرورة حمايتهم.
وأكد البيان أن «حياة كل إنسان ثمينة، وأي صراع جديد لا يهدد أمن طرابلس فحسب، بل قد يُؤدي إلى حرب يخسر فيها الجميع، ويعرّض حياة المدنيين لمخاطر جسيمة»، مُشددًا على أن وقف جميع أشكال التصعيد والامتناع عن الأعمال التي تعرّض المدنيين للخطر بات أمرًا عاجلًا ومُلحًا.
كما حذّرت البعثة من أن اندلاع اشتباكات جديدة ستكون له عواقب وخيمة على ليبيا وشعبها، لافتة إلى أنها ستُواصل دعم جهود الوساطة وتعرض مساعيها الحميدة للانخراط بشكل مباشر في المفاوضات تحت رعاية المجلس الرئاسي.
واختتمت البعثة بيانها بحثّ جميع الأطراف المعنية على اغتنام الفرصة الراهنة لحل الخلافات بالحوار وتجنب الانزلاق نحو العنف، مُؤكّدة أن حماية الأرواح والبنية التحتية يجب أن تبقى أولوية مطلقة في جميع الظروف.
ويأتي هذا البيان عقب سماع إطلاق نار متقطع في منطقة السدرة جنوب العاصمة طرابلس، وفي تاجوراء شرقها، إضافة إلى تحركات عسكرية للواء 444 قتال باتجاه قصر بن غشير جنوب العاصمة، بالتزامن مع تقارير عن تحركات مضادة لقوات من مدينة الزاوية باتجاه طرابلس ضد حكومة الوحدة الوطنية.
من ناحية أخرى، في ظل التوترات المُتزايدة بالعاصمة الليبية «طرابلس»، يُلوّح السكان بعصيان شامل عقب منح حكومة الوحدة الوطنية برئاسة «عبد الحميد الدبيبة»، مُهلة لا تتجاوز (24 ساعة) لسحب الأرتال العسكرية المنتشرة في المدينة، في تحرك يعكس تصاعد الاحتقان الشعبي تجاه الوجود العسكري المُتزايد وتأثيره على الأمن والاستقرار.