جيران العرب

خبير دولي: إدارة ترامب فضّلت موسكو على أوروبا في حسابات القوة

الخميس 04 ديسمبر 2025 - 11:33 م
هايدي سيد
الأمصار

قال الباحث في العلاقات الدولية الدكتور سمير أيوب، إن التحركات الجارية داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لرفع مستوى جاهزية قواته تأتي في سياق تصاعد التوترات مع روسيا، وذلك بالتزامن مع تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكد فيها أن بلاده "مستعدة للحرب" إذا استدعت الظروف.

وأوضح الدكتور أيوب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حديث القاهرة" الذي تقدمه الإعلامية هند الضاوي على قناة "القاهرة والناس" في مصر، أن جذور الأزمة الراهنة ترتبط بحالة التوجس الأوروبي من تنامي القوة الروسية خلال السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن عدداً من الدول الأوروبية تخشى أن تصبح موسكو لاعبًا أكثر تأثيرًا في القارة، وهو ما يدفعها إلى محاولة خلق توازن ردع من خلال تعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة.

وأضاف الباحث أن هذا القلق الأوروبي يتزامن مع تحركات واضحة لتعزيز الجبهة الشرقية للناتو، في إطار مساعٍ لمواجهة أي تحرك محتمل من جانب روسيا، خصوصًا في مناطق النفوذ الحساسة مثل حدود بولندا ودول البلطيق.

ولفت أيوب إلى وجود اختلافات جوهرية بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة في طريقة التعامل مع روسيا وأوروبا. وأكد أن إدارة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب كانت أكثر ميلًا لتغليب مصالح الولايات المتحدة المباشرة، مشيرًا إلى أن ترامب رأى في عدة مناسبات أن مصلحة واشنطن تتقاطع مع موسكو أكثر من ارتباطها مع شركائها الأوروبيين داخل الحلف.

وبيّن أن هذا النهج خلق فجوة في العلاقات الأوروبية–الأمريكية خلال فترة ترامب، خاصة مع اعتقاده أن أوروبا "أضعف عسكريًا وأكثر اعتمادًا على واشنطن"، ما جعل العلاقة بين الطرفين خلال تلك الفترة تتميز بقدر من التوتر وتباين المصالح.

وأشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن القارة الأوروبية تعيش في الوقت نفسه صراعات داخلية سياسية واقتصادية، ما يجعل قدرتها على خوض مواجهة طويلة مع روسيا أكثر صعوبة. 

وأوضح أن القوى الأوروبية الكبرى تدرك أن استمرار المواجهة مع موسكو سيؤدي إلى استنزاف كبير لاقتصاداتها، في حين تواجه روسيا بدورها خسائر بشرية وعسكرية واقتصادية، رغم ما حققته من مكاسب ميدانية على بعض الجبهات.

وأكد الدكتور سمير أيوب أن المشهد الدولي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، مع استمرار سباق النفوذ بين روسيا والغرب، وغياب مؤشرات واضحة على نجاح الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة. كما شدد على أن احتمالات التصعيد ما زالت قائمة، وقد تتزايد في حال فشل الأطراف المعنية في الوصول إلى تفاهمات تُجنّب أوروبا والعالم مزيدًا من التوتر العسكري.

واختتم مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اختبارات حقيقية للعلاقات الدولية، في ظل بيئة جيوسياسية مضطربة وصراع مفتوح على النفوذ والقوة بين موسكو والعواصم الغربية.