جيران العرب

بحفاوة غير مسبوقة.. رئيس الوزراء الهندي يستقبل بوتين في نيودلهي

الخميس 04 ديسمبر 2025 - 08:28 م
هايدي سيد
الأمصار

بدأت اليوم الخميس، 4 ديسمبر 2025، الزيارة الرسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند، والتي تستمر يومين، في أول رحلة له منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط أجواء دبلوماسية مشحونة وتعكس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ونيودلهي.

عند وصول بوتين إلى العاصمة الهندية نيودلهي، استقبله رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، بطريقة غير معتادة ومتميزة، شملت مصافحة، وعناقًا، ورحلة مشتركة بالسيارة من المطار، في لفتة رمزية تعكس دفء العلاقة بين البلدين. وتبعتها مراسم ترحيب رسمية تخللها عروض ثقافية ورقصات تقليدية بحضور قيادات هندية وروسية، مؤكدين على قوة الشراكة الثنائية في مجالات متعددة.

تأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه روسيا والهند إلى إعادة تنشيط شراكتهما الاستراتيجية، لا سيما في مجالات الطاقة، والدفاع، والتجارة، رغم الضغوط الغربية على نيودلهي لتقليل التعامل مع موسكو. وتعكس زيارة بوتين رغبة الطرفين في الحفاظ على استقلالية القرار السياسي والاستراتيجي وتعزيز التنوع في العلاقات الاقتصادية والعسكرية.

ومن المقرر أن يتبع مراسم الاستقبال مأدبة عشاء رسمية، على أن تُعقد غدًا الجمعة، محادثات رسمية تشمل اجتماعات ثنائية وتوقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والنقل والصناعة والدفاع، في خطوة لتعزيز التعاون العملي بين البلدين.

وفي كلمته لدى الوصول، وصف بوتين العلاقات الروسية الهندية بأنها "فريدة من نوعها"، مؤكدًا أن التعاون بين موسكو ونيودلهي لا يقتصر على العلاقات الرسمية، بل يمتد إلى "صلة شخصية" تربطه بمدير الهندي. من جانبها، تعتبر نيودلهي أن هذه الزيارة فرصة لإعادة ترسيخ التنوع في شركائها التجاريين والدفاعيين، وتأكيد قدرتها على اتخاذ قرارات ذاتية بعيدًا عن الضغوط الدولية.

ويأتي استقبال بوتين بهذه الحفاوة غير المسبوقة — العناق، السيارة المشتركة، والعروض الثقافية — كرسالة رمزية قوية تؤكد شراكة موسكو ونيودلهي في مرحلة جديدة، لكن النتائج العملية ستتضح بعد انعقاد القمة الرسمية والتوقيع على الاتفاقيات المرتقبة خلال اليومين القادمين.

تعكس هذه الزيارة حرص البلدين على تعزيز التعاون الاستراتيجي طويل الأمد، بما يشمل الاقتصاد والدفاع والطاقة، وتؤكد أن روسيا والهند تبحثان عن مصالح مشتركة بعيدًا عن الضغوط الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على استقلالية القرار الوطني لكل طرف.