دراسات وأبحاث

عقب أنباء اغتياله.. من هو «ياسر أبو شباب»؟

الخميس 04 ديسمبر 2025 - 03:33 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

ياسر أبو شباب ينحدر من قبيلة البدو مرموقة في جنوب قطاع غزة، وتحديدًا من مدينة رفح.  قبل الحرب كان معروفًا بأنه سجين — اتُهم بتهريب مخدرات، بحسب مصادر محلية.  
بعد اندلاع الحرب وتدهور الحالة الأمنية، خرج أبو شباب من السجن — وبدأ يظهر كقائد لما يسمى “القوات الشعبية” — مليشيا مسلحة وضعت نفسها كقوة “بديلة” في رفح ومناطق في جنوب غزة. 

من مهرب إلى قائد مليشيا — كيف تحوّل المشهد؟

مع انهيار البنية الأمنية وانسحاب بعض الفصائل والقدر من السيطرة على الشارع بعد الحرب، استطاع أبو شباب استثمار الفراغ. 

قاد جماعة مسلحة قالت إنها تهدف إلى “حماية المدنيين وتوزيع المساعدات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه” — لكن مصادر عديدة تربط الجماعة بأنشطتها الأصلية بالسرقة والنهب، خاصة قوافل المساعدات الإنسانية. 

بحسب تقارير إعلامية عبرية، أُعطي  أبو شباب — أو جماعته — “فرصة” لتكون بديلًا لحركة حماس في جنوب غزة: تسليح وتجهيز مليشيات عشائرية بهدف إعادة فرض السيطرة على مناطق تحاول إسرائيل تفكيكها أمنياً. 

قتلت "حماس" شقيقه العام الماضي، وحاولت اغتياله مرتين على الأقل، وفقًا لمحمد شحادة، محلل شؤون غزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

ردًا على أسئلة مكتوبة من CNN، نفى أبو شباب مرارًا أي صلة له بالجيش الإسرائيلي، قائلًا: "قواتنا لا تتواصل مع الجيش الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر".

الاتهامات: تعاون مع الاحتلال وخيانة وطن

الاتهامات الموجهة لأبو شباب صادمة: كثير من الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، تصفه «خائنًا»، ووصفت جماعته بأنها “عصابة عميلة”. 

في مقابلات وتسجيلات تليفزيونية، اعترفت القوات الشعبية بأنها “تتنقل بتنسيق” مع الاحتلال — على الأقل لوجستيًا — وهو الأمر الذي اعتُبر خيانة من قبل خصومه. 

كما اتُهمت الجماعة بسرقة المساعدات التي من المفترض أن توزع على المدنيين، وبتحويلها إلى أسواق سوداء أو ابتزاز — ما أثار غضب الأهالي والقوى المقاومة على حد سواء. 

ردود الفعل: غضب، تحذير، وصراع على الشرعية

رد فعل الفصائل المحلية — ولا سيما حماس — كان حاسمًا: أعطت أبو شباب مهلة لتسليم نفسه، واعتبرته “خارجًا على القانون” ودمه «مهدور». 

في المقابل، حاول أبو شباب تسويق نفسه على أنه “قوة حماية” وبديل عن حماس للعديد من سكان غزة، خاصة في مناطق تعاني فراغًا أمنيًا. 

لكن كثير من التقارير الدولية والإقليمية — وكذلك وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية — ترى أن هذه “الميليشيات العشائرية” تشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن الداخلي، وقد تؤدي إلى تفتيت سيطرة الفلسطينيين على غزة. 

ماذا يعني ظهور “القوات الشعبية” بقيادة أبو شباب؟

كان ظهور أبو شباب يمثل نقطة مفصلية لما بعد الحرب داخل غزة: إذ يكشف كيف أن الفراغ الأمني والسياسي يمكن أن يولّد قوى جديدة — ليس لصالح المقاومة أو الشعب، بل لصالح من يملك السلاح أو من يقف خلفه.

وكان استمرار هذه المليشيات بالتوسع، لا يعني فقط صراعًا مع حماس، بل صراعًا على الشرعية، على السلطة، وعلى مستقبل ما بعد الحرب — وهو ما قد يفتح الباب لصراعات داخلية دموية.

وكانت قوة أبو شباب تستخدم شعارات وأعلامًا فلسطينية بشكل بارز على زيها الرسمي، إلا أنه قال لشبكة CNN إن "قواته الشعبية ليست سلطة رسمية، ولا تعمل تحت إشراف مباشر من السلطة الفلسطينية".

وفي سياق متصل أكد مكتب المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية، اللواء أنور رجب، لشبكة CNN عدم وجود أي صلة بين جهاز الأمن الفلسطيني ومجموعة أبو شباب.

ولا تريد عائلته أي علاقة تربطها به.

وقال "وجهاء وكبار عائلة أبو شباب" في بيان إنهم واجهوه بشأن مقاطع فيديو تُظهر "مجموعات ياسر متورطة في اشتباكات أمنية خطيرة، بل تعمل ضمن وحدات سرية وتدعم قوات الاحتلال الصهيوني التي تقتل أبناء شعبنا بوحشية".

وأعلنت عائلة ياسر أبو شباب "براءتها التامة" منه، وحثّت كل من انضم إلى مجموعاته الأمنية على أن يحذو حذوها.

وجاء في بيان العائلة: "لا مانع لدينا من أن يقوم من حوله بتصفيته فورًا؛ ونؤكد بوضوح أن دمه مهدور".

اغتياله 

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن قائد الميليشيات المسلحة شرق مدينة رفح ياسر أبو شباب اغتيل على يد مجهولين، بحسب ما جاء في بيان الإذاعة.