في تطوّر إنساني لافت، نجحت مساعي «الوساطة العُمانية» في فكّ أسر «بحارة فلبينيين» احتجزتهم جماعة «الحوثي»، لتُعيد الأمل إلى أسرهم بعد أسابيع من الغموض والتوتر، وتفتح نافذة جديدة على مسار التهدئة في «البحر الأحمر».
وفي التفاصيل، أطلق الحوثيون، يوم الأربعاء، سراح بحارة كانوا يحتفظون بهم منذ احتجاز السفينة «إيتيرنيتي سي» في البحر الأحمر في يوليو الماضي.
وأفادت جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية، بالإفراج عن 9 بحارة فلبينيين، بمساع عمانية، بعد أن تم احتجازهم في سفينة بالبحر الأحمر في يوليو الماضي.
قالت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين: إن حكومة «التغيير والبناء» أفرجت اليوم عن طاقم سفينة «إيتيرنيتي سي» بوساطة عمانية، حيث جرى نقلهم من صنعاء إلى العاصمة العمانية مسقط.
وأضافت القناة: أن «البحارة الفلبينيين وعددهم تسعة هم طاقم السفينة التي تم استهدافها لمخالفتها القرار اليمني بحظر الملاحة نحو موانئ كيان العدو الإسرائيلي في يوليو الماضي».
لم تُعلن عُمان على الفور عن إطلاق سراح البحارة. إلا أن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي العماني هبطت بالفعل في العاصمة اليمنية صنعاء، وفقا لبيانات لتعقب الرحلات بحسب وكالة «أسوشيتد برس».
وكانت الفلبين قد قالت أمس الثلاثاء إنها تتوقع الإفراج عن البحارة الفلبينيين الذين يحتجزهم الحوثيون منذ يوليو الماضي. ووصفت وزارة الخارجية في مانيلا البحارة بأنهم «محتجزون رهائن لدى الحوثيين» منذ الهجوم.
على صعيد آخر، في مشهد يعكس مدى تأزم الأوضاع في «اليمن»، تصاعدت وتيرة التوتر بشكل خطير بعد أن أقدم «الحوثيون» على احتجاز عشرات الموظفين الأمميين والأجانب في قلب «صنعاء»، في خطوة تُهدد جهود السلام وتزيد من عُزلة الجماعة على الساحة الدولية.
وفي هذا الصدد، أعلن مسؤول أممي لوكالة «فرانس برس»، أن «الحوثيين» يحتجزون ممثل اليونيسف في اليمن البريطاني، «بيتر هوكينز»، ضمن (20) من موظفي الأمم المتحدة غداة اقتحامهم مُجمعًا تابعًا للمنظمة في صنعاء.
وصرّح المسؤول الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه، بأن «الحوثيين يحتجزون (5) موظفين محليين و(15) موظفًا دوليًا داخل مجمع الأمم المتحدة الذي اقتحمه الحوثيون السبت».
وذكر أن «هوكينز» هو أرفع مسؤول في الأمم المتحدة يحتجزه «الحوثيون» في اليمن في إطار هجماتهم المتواصلة منذ نحو شهرين والتي تستهدف الموظفين الأمميين في البلد الغارق في الحرب منذ سنوات.
وكان «الحوثيون» قد احتجزوا نائبته الأردنية، «لانا شكري كتاو» لعدة أيام في صنعاء الشهر الماضي قبل إطلاق سراحها.
وعُيّن «هوكينز» (64 عامًا) في منصبه ممثلًا لليونيسف باليمن في نوفمبر 2022 بعد أن شغل المنصب ذاته في العراق (2015 -2019) ونيجيريا (2019-2022). وقبل التحاقه بالأمم المتحدة في 2015، سبق له العمل في مشاريع إغاثية حكومية وغير حكومية في إثيوبيا وأفغانستان وسريلانكا.
من ناحية أخرى، في لحظة بدت كالصاعقة داخل أروقة الجماعة المسلحة، طُويت صفحة من أبرز صفحاتها العسكرية. «الغماري»، الرجل الذي عُرف بقبضته الحديدية، سقط... وترك خلفه فراغًا لا يملؤه بسهولة بديل. «الحوثيون» يُودّعونه، والمرحلة القادمة قد لا تُشبه ما قبلها.