حوض النيل

اعتقال سياسي بارز في أرض الصومال بعد زيارة ولاية شمال الشرق

الأربعاء 03 ديسمبر 2025 - 11:05 ص
هايدي سيد
الأمصار

اعتقلت شرطة أرض الصومال، السياسي البارز جامع شبيل، عقب زيارته لبعض المناطق في ولاية شمال الشرق، التي تم تشكيلها مؤخراً، بما في ذلك عاصمة الولاية، لاسعانود. 

واعتبرت سلطات أرض الصومال أن هذه الزيارة تمثل "انتهاكاً لوجود جمهورية أرض الصومال"، واتهمت شبيل بأعمال "معادية للقومية"، مؤكدة في بيان رسمي أنها ستقدمه للعدالة فوراً.

وأشار البيان إلى أن شبيل، المعروف بمعارضته الصريحة لبعض سياسات الإدارة السابقة، التقى خلال زيارته بعدد من السياسيين والقادة الثقافيين في الولاية الشمالية الشرقية، لمناقشة سبل إجراء مفاوضات مباشرة وتبادل الأسرى بين الجانبين. ويعتبر هذا النشاط جزءاً من جهوده للتقريب بين الأطراف المختلفة وحثهم على حل النزاعات عبر الحوار بدلاً من التصعيد.

ويعرف السياسي جامع شبيل بمواقفه المعارضة التي أبداها تجاه رئيس أرض الصومال السابق موسى بيحي عبدي، خصوصاً خلال تصاعد الصراع في عام 2023 بين حكومة أرض الصومال والإدارة التي كانت تُعرف آنذاك باسم "خاتمة"، والتي تحولت لاحقاً إلى إدارة شمال الشرق. وسبق لشمبيل أن دعا مراراً إلى اعتماد الحوار كوسيلة لحل النزاعات، محذراً من أن استمرار العنف من شأنه تقويض الاستقرار في المنطقة.

وتثير عملية الاعتقال الأخيرة مخاوف جديدة حول تصاعد التوتر السياسي في أرض الصومال، خصوصاً في المناطق الحدودية التي شهدت خلال السنوات الماضية صراعات متكررة بين الحكومة المركزية وإدارات محلية نافذة. كما يعكس الحدث استمرار الخلافات السياسية الداخلية بين قيادات السلطة في هرجيسا والإدارات الإقليمية الناشئة، والتي تسعى كل منها لترسيخ نفوذها ضمن مناطقها.

ويأتي هذا الاعتقال في وقت حساس يشهد فيه إقليم أرض الصومال تحركات سياسية واسعة بين مختلف الفصائل، بالإضافة إلى محاولات بعض الأطراف لإعادة فتح قنوات حوارية بين المركز والمناطق المستحدثة بهدف تثبيت الاستقرار وإدارة الأزمات. ويقول محللون سياسيون إن التوتر الأخير قد يزيد من صعوبة التوصل إلى تسويات سياسية شاملة في الإقليم، خصوصاً في ظل استمرار وجود قيادات محلية تسعى لتعزيز استقلاليتها عن الحكومة المركزية.

وكانت الإدارة الجديدة في ولاية شمال الشرق قد شكلت خلال السنوات الأخيرة، في إطار محاولات لتقسيم الإدارة المحلية بشكل يتيح للمناطق المتأثرة بالصراع دوراً أكبر في اتخاذ القرار، إلا أن هذا التقسيم لم يلق قبولاً كاملاً من حكومة أرض الصومال، ما ساهم في تصاعد الخلافات مع بعض الشخصيات المعارضة مثل جامع شبيل، الذي لطالما سعى لتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف السياسية.