المغرب العربي

ليبيا وروسيا تبحثان تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية

الأربعاء 03 ديسمبر 2025 - 09:28 ص
هايدي سيد
الأمصار

بحث سفير روسيا لدى ليبيا، أيدار أغانين، يوم الثلاثاء، مع الطاهر الباعور، المكلّف بتسيير شؤون وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، سبل تعزيز وتوسيع التعاون بين طرابلس وموسكو على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية. 

وتركزت المباحثات على تقييم الأوضاع في ليبيا والتطورات المرتبطة بالملف الليبي إقليمياً ودولياً، إضافة إلى مراجعة برامج التعاون القائمة ومناقشة الاتفاقيات الثنائية التي يجري العمل على تفعيلها بين البلدين.

وجاء اللقاء في ظل تصريحات حديثة أدلى بها الباعور لقناة RT الروسية، أكد فيها أن العلاقات بين ليبيا وروسيا قائمة على مجموعة واسعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الاتفاقيات دخل فعلياً مرحلة التنفيذ، بما يعكس حرص الطرفين على تعزيز التعاون بشكل عملي وملموس. وأوضح الباعور أن تبادل الزيارات بين المسؤولين الليبيين والروس يعكس مستوى متقدماً من التنسيق السياسي والاقتصادي، ويؤكد استمرار قنوات التواصل المفتوحة بين طرابلس وموسكو.

وشدد المسؤول الليبي على أن التعاون العسكري بين البلدين يمتد تاريخياً، إذ اعتمدت ليبيا لسنوات طويلة على التدريب والتسليح الروسيين، وهو ما ساهم في ترسيخ ثقافة عسكرية ذات طابع شرقي داخل المؤسسات الدفاعية الليبية. وأشار إلى أن هناك اتفاقيات عسكرية واقتصادية متجددة يجري العمل على تفعيلها بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز مسار الشراكة المستقرة بين البلدين.

وأكد الباعور أن العلاقات الثنائية بين ليبيا وروسيا تتسم بالهدوء والاستقرار، ولم تشهد أي توترات تُذكر خلال السنوات الماضية، وهو ما يعزز فرص البناء على المكتسبات السابقة وتوسيع مجالات التعاون في المستقبل على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وأوضح أن استمرار الحوار بين الجانبين يسهم في تحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة الليبية ويدعم الجهود الرامية إلى معالجة الملفات العالقة والمصالح المشتركة.

وتأتي هذه المحادثات في سياق الاهتمام الروسي المستمر بدعم ليبيا في ملفاتها السياسية والأمنية، بما يشمل تعزيز القدرات الدفاعية، وتطوير البنية التحتية، ودعم الاقتصاد الوطني عبر برامج مشتركة. ويؤكد هذا التعاون رغبة الطرفين في توسيع دائرة التنسيق، بما يعكس إرادة سياسية واضحة لبناء علاقة استراتيجية طويلة الأمد، والارتقاء بالشراكة بين طرابلس وموسكو إلى مستويات جديدة.

وأشار الباعور إلى أن هذه الشراكة المتطورة تعطي مؤشراً واضحاً على إمكانية تحقيق تقدم ملموس في العلاقات بين ليبيا وروسيا، وهو ما سيعود بالنفع على جهود التنمية والاستقرار داخل ليبيا، ويسهم في خلق فرص اقتصادية واستثمارية جديدة في مختلف القطاعات.