جيران العرب

روبيو: ترامب الوحيد القادر على إنهاء حرب السودان

الأربعاء 03 ديسمبر 2025 - 09:35 ص
هايدي سيد
الأمصار

أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يتولى شخصياً" ملف إنهاء الحرب الدائرة في السودان، مشيراً إلى أن ترامب هو "الزعيم الوحيد في العالم القادر على إنهاء أزمة السودان"، بحسب تصريحاته الصادرة مساء الثلاثاء.

وقال روبيو إن الإدارة الأمريكية تعمل على تحريك مسار التسوية في السودان عبر قنوات دبلوماسية مباشرة، مؤكداً أن ترامب يولي هذا الملف أهمية قصوى نظراً لحجم المأساة الإنسانية وتداعياتها الإقليمية. وأضاف أن الرئيس الأمريكي يتابع مستجدات الحرب السودانية بشكل يومي، ويقود اتصالات مع عدد من القادة الدوليين بهدف خلق نافذة جديدة للحل.

وفي سياق متصل، شددت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، عبر منصة "إكس"، على أن السودان "يحتاج إلى دفعة عالمية من أجل السلام"، في إشارة إلى حاجة الأزمة لتوافق دولي واسع يضمن وقفاً دائمًا لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة.

وكان ترامب قد أعلن الشهر الماضي خلال مؤتمر في الولايات المتحدة أنه يعمل على تنسيق جهود مشتركة مع الإمارات والسعودية ومصر إضافة إلى شركاء آخرين، بهدف وقف الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023. وكشف أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب منه التدخل للمساعدة في إنهاء النزاع، مؤكداً أنه "أنهى ثماني حروب" ويسعى للقيام "بدور حاسم للغاية" في الملف السوداني.

ووصف ترامب الوضع في السودان بأنه "أصبح أكثر الأماكن عنفاً" ويعيش "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، مشيراً إلى تلقيه طلبات من قادة دوليين لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة لإيقاف الانتهاكات وحماية المدنيين. وأكد أن السودان "قابل للإصلاح" إذا توافرت إرادة سياسية وتعاون دولي منسق بين الدول المعنية.

وكان كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والعربية، مسعد بولس، قد أكد الشهر الماضي أن ترامب جعل تحقيق السلام في السودان "أولوية رئاسية" ضمن جدول أعماله الخارجي.

وفي تطور مرتبط بالأوضاع الميدانية، أعلنت قوات الدعم السريع السودانية الشهر الماضي هدنة إنسانية من طرف واحد لمدة ثلاثة أشهر، بهدف تسهيل وصول فرق الإغاثة إلى المدنيين المتضررين. وقال قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في كلمة مسجلة إن قواته ستلتزم بتأمين العمل الإنساني، مؤكداً أن "العدالة ستأخذ مجراها وفق القانون الدولي" وأنه "لا إفلات من العقاب" لأي متورط في الانتهاكات.

وأضاف دقلو أن قوات الدعم السريع توافق على مشاركة كافة الأطراف في العملية السياسية المقبلة باستثناء الحركة الإسلامية والإخوان، داعياً دول "الرباعية"—وتشمل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وبريطانيا—للضغط على الطرف الآخر للالتزام بالهدنة.

وجاء إعلان الهدنة بعدما رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مقترح وساطة الرباعية، واصفاً إياه بأنه "أسوأ ورقة" لأنه يتضمن بحسب قوله إلغاء وجود القوات المسلحة وحل الأجهزة الأمنية، مع الإبقاء على "الميليشيا المتمردة" في مواقعها الحالية.

وتبقى الجهود الدولية مستمرة في محاولة لإيجاد مخرج سياسي يعيد السودان إلى مسار الاستقرار بعد أكثر من عامين من الحرب المدمرة.