تضاربت الأنباء مساء الثلاثاء في إسرائيل حول هوية رفات تسلمتها من قطاع غزة، في حين تواصل السلطات عملية تحديد الهوية بمختبرات معهد الطب الشرعي.
وأصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية بياناً دعت فيه وسائل الإعلام إلى الاعتماد على المصادر الرسمية، مؤكدة أن تحديد هوية الرفات لا يزال مستمراً ولم تُعلن نتائج نهائية بعد.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث الرسمية والقناة 13 الخاصة، نقلت في وقت سابق أن الرفات لا تعود لأي من جثماني أسيرين فلسطينيين متبقين بغزة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول مصير هذه الجثامين.
وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن العينات وصلت من غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسُلّمت إلى الجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في القطاع.
تأتي هذه التطورات في سياق عملية تبادل أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة دامت عامين. وتستمر إسرائيل في ربط المرحلة الثانية من التبادل بتسلمها جثماني أسير فلسطيني لا يزالان في غزة، رغم تسليم المقاومة الفلسطينية الأسرى الإسرائيليين العشرين وجثامين 26 أسيراً، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية.

وتشير الأرقام الفلسطينية إلى أن هناك نحو 9500 مفقود فلسطيني، قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، وما تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل المدمرة.
كما يواصل الاحتلال احتجاز أكثر من 9300 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العشرات منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي تعليق له على الموضوع، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، في مقابلة تلفزيونية، إن مسألة الجثامين تُستغل ذريعة من قبل الاحتلال لعدم تنفيذ التزاماته تجاه الأسرى والمفقودين، مضيفاً أن المقاومة تحتفظ حالياً بجثتين فقط، واحدة لإسرائيلي وأخرى لعامل أجنبي، لكن إسرائيل تركز فقط على جثة الإسرائيلي.
وتؤكد إسرائيل أن الجثامين المتبقية في غزة تتضمن جثمان الرقيب أول ران غوئيلي، وعامل تايلاندي يُدعى سونتيسك رينتالك. ويأتي ذلك وسط استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، الذي يمنع إدخال كميات كافية من الغذاء والدواء لحوالي 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في أوضاع كارثية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تشهده خروقات يومية تسببت بمقتل وإصابة المئات.
تظل قضية الأسرى والجثامين في غزة إحدى أبرز نقاط التوتر بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، حيث يعكس النزاع القائم الأبعاد الإنسانية والسياسية المستمرة للصراع، وسط تضارب المعلومات والمطالب المتبادلة بين الطرفين.