ألقت السلطات في جنوب السودان القبض على مسلح قام بخطف طائرة صغيرة تابعة لمنظمة "ساماريتان بيرس" الإغاثية المسيحية الإنجيلية، اليوم الثلاثاء، أثناء توجهها لنقل مساعدات طبية إلى مقاطعة مايووت شمال شرق البلاد. وأكدت الشرطة أن الطائرة هبطت بعد ساعات في بلدة شمالية، دون أن يتعرض أي من الركاب أو الطاقم لإصابات، فيما يجري التحقيق في ملابسات الحادث.
وأوضحت السلطات أن الطائرة، من طراز "سيسنا جراند كارافان"، أقلعت صباح اليوم من العاصمة جوبا، وكانت محملة بمعدات طبية مخصصة لدعم جهود المنظمة في تقديم الرعاية الصحية للسكان المحليين في المناطق النائية، حيث تواجه هذه المقاطعات تحديات كبيرة في الحصول على الخدمات الأساسية.

وذكرت الشرطة أن المشتبه به، الذي تم التعرف عليه باسم ياسر محمد يوسف، مقيم في منطقة آبيي الإدارية الغنية بالنفط، والتي تشهد نزاعات حدودية بين جنوب السودان والسودان، تسلل إلى الطائرة واختبأ في الكابينة الخلفية قبل الإقلاع، مما سمح له بالسيطرة على الطائرة لفترة قصيرة.
ورغم أن الطيار كان يتعرض لضغوط شديدة، إلا أنه تمكن من الهبوط في بلدة شمالية بعد ساعات، حيث تم القبض على المشتبه به وتسليمه للشرطة للتحقيق في دوافعه وأسباب اختياره الاتجاه نحو تشاد، الدولة الواقعة في وسط أفريقيا والتي لا تحد جنوب السودان.
وتأتي هذه الواقعة في وقت حساس بالنسبة لجنوب السودان، التي ما زالت تواجه تحديات أمنية كبيرة في عدة مناطق، مع استمرار النزاعات المحلية والصراعات على الموارد. وقد أكدت الشرطة أن التحقيق يشمل التعرف على شبكة محتملة خلف الحادث، وأسباب استهداف الطائرة التابعة لمنظمة دولية تعمل في مجال المساعدات الإنسانية.
كما أشارت السلطات إلى أن الطائرة كانت تقوم بدور أساسي في إيصال المساعدات الطبية إلى المناطق النائية، وأن أي تهديد مماثل قد يؤثر على جهود المنظمات الإنسانية في تقديم الدعم الحيوي للسكان الذين يعيشون في مناطق نائية، ويحتاجون بشكل عاجل إلى المساعدات الصحية والغذائية.
وتعهدت السلطات الأمنية في جنوب السودان بملاحقة أي جهات تحاول المساس بالعمليات الإنسانية وضمان سلامة الطواقم والمنظمات الدولية العاملة في البلاد، مؤكدين أن هذه الحادثة لن تؤثر على استمرار عمليات المساعدات في المناطق الأكثر احتياجًا.