استشهد مواطن فلسطيني وأصيب صحفي بجروح، اليوم الثلاثاء، عقب استهداف مباشر نفّذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي تستهدف المناطق المدنية والصحفيين على حدّ سواء.

وأفادت مصادر محلية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، بأن الفلسطيني المصور محمد عصام وادي قد استشهد نتيجة قصف بطائرة مُسيّرة «درون» تابعة لجيش الاحتلال، بينما أصيب الصحفي محمد عبد الفتاح أصيلح بجروح متفاوتة جراء القصف ذاته. ويُعد أصيلح شقيق الصحفي الشهيد حسن أصليح الذي كان من أبرز الصحفيين الميدانيين الذين وثقوا أحداث العدوان على قطاع غزة قبل استشهاده.
وذكرت المصادر أن الاستهداف وقع في منطقة سكنية داخل مدينة خان يونس، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة في المواقع المحيطة، إلى جانب حالة من الهلع بين الأهالي الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة نتيجة استمرار العدوان. وتؤكد المؤسسات الحقوقية الفلسطينية أن استهداف الصحفيين والعاملين في التوثيق الميداني بات نهجاً متكرراً، في محاولة لطمس الحقائق ومنع نقل صورة ما يجري على الأرض.
وأكدت المؤسسات الإعلامية في غزة أن استهداف الصحفي أصيلح يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الطواقم الصحفية، مشددة على أن عدد العاملين في المجال الإعلامي الذين استشهدوا منذ بدء العدوان على القطاع وصل إلى مستويات غير مسبوقة، في خرق واضح للقوانين الدولية التي تحمي الصحفيين أثناء النزاعات.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة القدس المحتلة اليوم اقتحامات واسعة لباحات المسجد الأقصى المبارك من قِبل مجموعات من المستوطنين تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتأتي هذه الاقتحامات ضمن سلسلة الانتهاكات اليومية التي تستهدف حرمة المسجد، ما يزيد التوتر في المدينة التي تعيش انتشاراً عسكرياً كثيفاً.
وأفادت مصادر محلية بأن 631 مستوطناً اقتحموا الأقصى خلال ساعات النهار، حيث أدوا طقوساً تلمودية وجولات استفزازية في باحاته، وسط حماية من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي منعت الفلسطينيين من الاقتراب من أماكن الاقتحام، وضيّقت على المصلين والمرابطين داخل المسجد.
وتواصل المؤسسات الدينية والإسلامية في القدس تحذيراتها من خطورة تصاعد الاقتحامات، معتبرة أنها جزء من محاولات الاحتلال فرض واقع جديد في المسجد الأقصى وتقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم.
ويأتي هذا التصعيد المزدوج القصف الجوي على غزة واقتحامات الأقصى في القدس في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية حالة من التوتر الشديد، وسط دعوات دولية لوقف استهداف المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.