أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، أن فرص إنهاء الحرب أصبحت أفضل من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون “حاسمة” في رسم ملامح المسار السياسي للصراع وتحديد إمكانية الوصول إلى تفاهمات حقيقية بين الأطراف المعنية.
وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني في وقت تتزايد فيه التحركات الدبلوماسية على الساحة الدولية، وسط محاولات تقودها عدة دول لخلق بيئة مناسبة لبدء محادثات سلام أكثر جدية بعد نحو أربع سنوات من اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير 2022.
وأشار زيلينسكي إلى استعداده الكامل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب “في أي وقت مناسب”، مؤكدًا أن نجاح الاجتماع “يعتمد بشكل رئيسي على ما ستسفر عنه المحادثات المرتقبة مع الجانب الروسي”. وأضاف أن نتائج تلك المحادثات “قد تفتح الباب أمام خطوات عملية على طريق وقف الحرب إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف”.
وأوضح الرئيس الأوكراني أنه يتطلع إلى عقد لقاء قريب مع ممثلين من الإدارة الأميركية فور الانتهاء من المحادثات مع روسيا، مشددًا على أن التنسيق مع الولايات المتحدة يبقى ركيزة أساسية في أي تسوية سياسية محتملة. وقال إن الدعم الأميركي المستمر “يشكل عنصرًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله” في تحديد مستقبل الصراع.

ورغم إبدائه تفاؤلًا حذرًا بشأن فرص إنهاء الحرب، شدد زيلينسكي على أن القرار “لن يكون سهلًا ولا سريعًا”، في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية وتدخلات إقليمية ودولية متشابكة. وأكد رفض كييف القاطع لأي “اتفاقات تتم خلف ظهر أوكرانيا”، في إشارة واضحة إلى مخاوف الحكومة الأوكرانية من التوصل إلى تفاهمات دولية لا تراعي مصالحها.
وأضاف أن أي مبادرة سياسية يجب أن “تحترم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”، وأن بلاده “لن تقبل بأي حلول تفرض عليها أو تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الأوكراني”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التحركات الدولية الهادفة إلى تهدئة الأوضاع، بعدما أعلنت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا، استعدادها لتعزيز دعمها السياسي والعسكري لأوكرانيا. كما رحّب أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالجهود الأميركية الرامية إلى إيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة، مؤكدًا أن الحلف “سيواصل دعم أوكرانيا بوضوح”.
وترافق الجانب الدبلوماسي مع استمرار العمليات العسكرية على الأرض، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية في الأيام الأخيرة تحقيق تقدم ميداني في عدة جبهات، بينها السيطرة على بلدات في منطقة زابوروجيه، في حين جدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشادته بما وصفه بـ “التقدم المحسوم” لقواته في مدينة بوكروفسك بشرق أوكرانيا.
وبين التفاؤل الحذر في كييف والزخم العسكري المتواصل في موسكو، تنتظر الساحة الدولية ما ستؤول إليه المحادثات القادمة، التي قد تمثل، وفق مراقبين، الفرصة الأكثر جدية لإنهاء واحدة من أعقد أزمات العقد الحالي.