الشام الجديد

مقتل شيخ دُرزي في السويداء بتهمة التعاون مع الحكومة

الثلاثاء 02 ديسمبر 2025 - 04:39 م
مصطفى سيد
الأمصار

أفادت مصادر محلية للإخبارية السورية، اليوم الثلاثاء، بمقتل شيخ العقل رائد المتني، أحد رجال الدين في محافظة السويداء، ووصول جثمانه إلى المشفى الوطني. 

وأكدت المصادر أن مقتله جاء بعد يومين من اعتقاله على يد ما يُعرف بـ الحرس الوطني، التابع لـ شيخ العقل حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، وذلك بتهمة التعاون مع الحكومة السورية.

وفي سياق متصل، نفّذت ميليشيا الحرس الوطني صباح اليوم حملة اعتقالات استهدفت عددًا من أفراد عائلة الشيخ المتني وأقاربه، وفق ما نقلته مصادر محلية متطابقة للإخبارية. 

وأوضح ناشطون من أبناء السويداء أن مقطعًا مصورًا تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر عناصر الميليشيا وهم يعذبون الشيخ رائد المتني عقب اعتقاله، ويقومون بحلق لحيته وشاربه قسراً، معتبرين هذا الإجراء انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية، وإساءة لأبناء الطائفة الدرزية.

وكانت ميليشيا الحرس الوطني قد نفّذت في 29 تشرين الثاني الماضي سلسلة اعتقالات طالت رجال دين ووجهاء محليين، على خلفية انتقادهم لأسلوب حكمت الهجري في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرته. وأكدت المصادر المحلية أن الحملة الأمنية تستهدف بشكل خاص الأشخاص الذين يرفضون مشاريع حكمت الهجري بالانفصال عن الدولة السورية، ويصرون على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وأضافت المصادر أن ميليشيا الحرس الوطني نفذت حملتها بتعليمات مباشرة من حكمت الهجري، الذي أصدر أوامره برفع حالة الجاهزية للمجموعات الخارجة عن القانون، ونشرها في المناطق التي قد تشهد احتجاجات مناهضة له، في خطوة لتعزيز سيطرته على المحافظة.

ويذكر أن حكمت الهجري يفرض سلطته على مركز محافظة السويداء ومناطق من أريافها من خلال الميليشيات المسلحة والعصابات الخارجة عن القانون، إضافة إلى ما يسمى اللجنة القانونية العليا، التي تقول المصادر المحلية إنها تفتقر للشفافية، وتمارس صلاحيات ونفوذًا غير واضحين. وقد جمدت هذه اللجنة عمل فروع بعض النقابات وفرضت أجندتها وقراراتها على العديد من المؤسسات المحلية، ما أدى إلى حالة من الاستياء الشعبي بين أهالي المحافظة.

ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه محافظة السويداء حالة من التوتر الأمني والسياسي، حيث تتواصل الحملات ضد أي معارضة للمشاريع الانفصالية لبعض القيادات المحلية، ما يزيد من مخاوف المجتمع المدني وتهديد الاستقرار الداخلي في المحافظة. وتؤكد المصادر المحلية أن هذه الانتهاكات تعكس تصعيدًا ملحوظًا من قبل ميليشيا الحرس الوطني تجاه المدنيين ورجال الدين المنتقدين لسياستها، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا بين ناشطي الطائفة الدرزية والمجتمع السوري بشكل عام.