أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، إحباط هجوم شنته «قوات الدعم السريع» على مدينة بابنوسة الاستراتيجية بولاية غرب كردفان في وسط البلاد.
واتهم الجيش السوداني «قوات الدعم السريع» بـ«مواصلة لنهجها في تضليل الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي» فبعدما أعلن قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو(حميدتي) وقفاً لإطلاق النار وهدنة من طرف واحد، ظلت «قوات الدعم السريع» تستهدف مدينة بابنوسة يومياً بالقصف المدفعي والمسيَّرات الاستراتيجية.
وشدد الجيش على «التزام القوات المسلحة بالقانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني، ولن تسمح باستغلال الوضع الإنساني غطاءً لتحركات عسكرية تفاقم الأزمة، وستواصل أداء واجبها في حماية الدولة والمواطنين بكل مسؤولية واقتدار».
وكانت «قوات الدعم السريع» أعلنت، الاثنين، السيطرة على قيادة الفرقة 22 مشاة – بابنوسة – رئاسة الجيش بولاية غرب كردفان بعد معارك عنيفة قادتها.
ومنذ مطلع الشهر الحالي استأنفت «قوات الدعم السريع» هجماتها على مدينة بابنوسة.
كشفت مصادر محلية في مدينة أم دخن التابعة لولاية وسط دارفور في السودان عن شروع قوات الدعم السريع السودانية في تنفيذ أعمال تأهيل ورصف للطريق الحدودي الذي يربط بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى، في خطوة من شأنها تعزيز حركة النقل التجاري العابرة للحدود في إقليم دارفور.

وتقع مدينة أم دخن في أقصى غرب السودان على الحدود المشتركة مع كل من تشاد وأفريقيا الوسطى، على مسافة تقارب 300 كيلومتر جنوب مدينة زالنجي، مركز ولاية وسط دارفور. وتُعد المنطقة واحدة من أهم الممرات الحدودية في الإقليم، لما تشهده من حركة تنقل نشطة للبضائع والسلع.
ونقل موقع "دارفور 24" المحلي عن أحد سكان أم دخن قوله إن آليات هندسية ثقيلة تابعة لقوات الدعم السريع بدأت فعليًا في رصف أجزاء من الطريق، خاصة في منطقة المزلقان الحدودية، وهي النقطة التي تُعد المعبر الرئيسي نحو الأراضي التشادية ومنها إلى أفريقيا الوسطى.
ووفق شهود عيان، تعمل المعدات على تسوية الطريق وتمهيده بما يسمح بمرور الشاحنات الكبيرة بكفاءة أعلى.
ويكتسب الطريق أهمية متزايدة منذ العام الماضي، حيث يشهد حركة تجارية مستمرة تشمل نقل بضائع مثل الفول السوداني والصمغ العربي والفحم النباتي ومنتجات محلية أخرى، من أسواق دارفور داخل السودان باتجاه تشاد. كما نشطت عبره عمليات نقل الأمباز إلى جانب استخدامه كمسار غير رسمي لتهريب الذهب من منطقة سنغو السودانية باتجاه الأراضي التشادية، وفق الروايات المحلية.
ووفق الموقع ذاته، تُسمَع خلال ساعات الليل ما بين الثانية والرابعة صباحًا أصوات الشاحنات الثقيلة القادمة من تشاد نحو السودان عبر أم دخن، في مؤشر على ارتفاع وتيرة الحركة التجارية والعبور الليلي في هذه المنطقة الحدودية.
كما أفادت إفادات محلية بوجود ما يزيد على 30 آلية هندسية تعمل على تأهيل الطريق، من بينها لوادر، وشاحنات نقل تربة، و"درداقات"، وهو ما يعكس حجم العملية التي تنفذها قوات الدعم السريع في المنطقة.
وتأتي هذه الأعمال في سياق سعي القوة للسيطرة على الممرات الحيوية وتعزيز حضورها في المناطق الحدودية.
وتشير التقارير الميدانية إلى أن الطريق ذاته يُستخدم في الاتجاه المضاد لنقل ممتلكات منهوبة من داخل السودان إلى أفريقيا الوسطى، إلى جانب دخول بضائع ومنهوبات من تشاد وأفريقيا الوسطى إلى الأراضي السودانية عبر أم دخن، في ظل سيولة أمنية تشهدها مناطق عدة في غرب البلاد.
وتخضع بلدة أم دخن السودانية، التي تضم أكثر من أربع وحدات إدارية حدودية بينها وحدات أبو جرادل وكُبار ووسطاني لسيطرة قوات الدعم السريع، التي وسعت نطاق تحركاتها خلال الأشهر الماضية في المناطق المتاخمة للحدود وسط دارفور.