وسط أجواء مُتقلّبة وحقول دبلوماسية مُشتعلة، يعود زعيم نظام كييف، «فلاديمير زيلينسكي»، إلى طاولة السعي من جديد، طالبًا من «أمريكا» عقد اجتماع عاجل مع الرئيس «دونالد ترامب» لمناقشة «خطة السلام»، في محاولة قد تُغيّر مسار الصراع، وربما تُنقذ ما تبقى من أمل في هُدنة كانت تبدو بعيدة.
وفي التفاصيل، كرر «زيلينسكي»، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، طلبه من «الولايات المتحدة» لترتيب لقاء مع «ترامب» لمناقشة «جوانب مُعقّدة للغاية».
أعرب زعيم نظام كييف عن أمله في مناقشة قضايا تسوية الصراع في «أوكرانيا» مع رئيس البيت الأبيض، وذلك عقب زيارة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي «ستيف ويتكوف» إلى موسكو.
وقال زيلينسكي: «أفهم أن الولايات المتحدة ستتلقى ردًا من الجانب الروسي. بعد ذلك، أعتقد أننا سنعرف أين نحن من التسوية وما زلنا في انتظار مناقشة مع رئيس الولايات المتحدة حول الجوانب الرئيسية، المُعقّدة للغاية».
وسمّى «زيلينسكي» القضايا الإقليمية، وإعادة الإعمار، والضمانات الأمنية لأوكرانيا على أنها جوانب «رئيسية» لخطة السلام.
قد سبق أن أُفيد بأن طائرة أقلعت إلى موسكو يحتمل وجود «ويتكوف» على متنها.
في غضون ذلك، أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، «كارولين ليفيت»، بأن الولايات المتحدة تتواصل على «قدم المساواة» مع روسيا وأوكرانيا لحل الصراع.
بين ضغوطٍ تتصاعد وخياراتٍ تتضاءل، يجد زعيم نظام كييف، «فلاديمير زيلينسكي»، نفسه أمام لحظات قد تُعيد رسم خريطة الصراع. فالأيام المُقبلة، كما وصفها، رُبما تحمل القرار «الأصعب» في مسار الحرب، بينما تتجه الأنظار لمعرفة ما إذا كانت النهاية تقترب أم أن فصولًا جديدة تنتظر الانفجار.
وفي التفاصيل، أعلن «زيلينسكي»، اليوم الأحد، أن الخطوات اللازمة لإنهاء النزاع الدائر في البلاد قد يتم تحديدها خلال الأيام القليلة المُقبلة، في إشارة إلى «تطورات مُحتملة في المسار التفاوضي».
وكتب زيلينسكي في قناته على «تليجرام»: «يُظهر الجانب الأمريكي نهجًا بناءً، وقد يكون من المُمكن في الأيام القليلة المُقبلة تحديد الخطوات»، مُشيرًا في هذا السياق إلى أن «الوفد الأوكراني لديه التوجيهات اللازمة» للمُضي قُدمًا في هذه المفاوضات.
جاء هذا الإعلان في أعقاب التصريحات المُثيرة للجدل التي أدلى بها سفير أوكرانيا في بريطانيا والقائد السابق للقوات المسلحة الأوكرانية «فاليري زالوجني»، والذي صرّح بأنه «يتعين على كييف إبرام سلام بدون انتصار كامل»، مما يعكس توجهًا واقعيًا يتعارض مع الخطاب الرسمي السابق.
وفي تحليل للوضع الحالي، شددت شبكة «CNN» الإخبارية، على أن زيلينسكي يُواجه «خيارًا رهيبًا» بين قبول صفقة غير مثالية (غير مُرضية له) أو عدم التوصل إلى أي اتفاق على الإطلاق، وذلك في ظلّ الظروف العسكرية والسياسية المُعقّدة التي تمرّ بها أوكرانيا.
في خضمّ مشهد دبلوماسي مُرتبك، خرج زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، ليكشف عن «تعديلات جوهرية» فرضها «اجتماع جنيف»، في إشارة إلى ضغوط وتوازنات أعادت رسم ملامح «خطة السلام الأوكرانية»، وصولًا إلى تقليص عدد بنودها.
وفي التفاصيل، أعلن «زيلينسكي»، أنه تم تقليص عدد بنود «خطة السلام الأوكرانية» بعد اجتماع جنيف، قائلاً في خطاب مُصور: «بعد اجتماع جنيف تقلّص عدد النقاط، ولم تعد (28)».
وأضاف زعيم نظام كييف: «في الواقع، عُقدت اجتماعات طوال يوم أمس، كان العمل شاقًا ودقيقًا للغاية».
وأكّد «زيلينسكي» أنه سيُناقش «الجوانب الحساسة» للخطة مع الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب». ولم يُحدد موعد الاجتماع.
في مشهد دبلوماسي تتسارع فيه الخُطى وتتشابك فيه الحسابات، تقترب «أوكرانيا» من لحظة فاصلة قد تُعيد رسم خريطة الحرب. وبينما يُواصل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» دفع مبادرته للسلام إلى الأمام، يلوح في الأفق لقاء «حاسم» مع زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، قد يُشكّل نقطة التحوّل التي طال انتظارها.