أكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن المسار نحو حل شامل ومستدام للأزمة التي تعيشها البلاد لن يكون ممكنًا دون معالجة جذرية لجذور الصراع، وفي مقدمتها وجود قوات الدعم السريع.
وأوضح البرهان خلال تصريحات جديدة، اليوم الإثنين، أن أي تسوية سياسية لن تحظى بقبول أو دعم الدولة السودانية ما لم تتضمن خطوة أساسية وحتمية، تتمثل في تفكيك قوات الدعم السريع وتجريدها الكامل من السلاح، باعتبارها وفق وصفه العقبة الأكبر أمام استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وجدد رئيس مجلس السيادة السوداني تأكيده على ترحيب الجيش بكل من يرغب في الانضمام للقتال ضد قوات الدعم السريع، التي وصفها بـ التمرد.
وقال البرهان إن الجيش يفتح أبوابه لكل سوداني يريد الدفاع عن بلده، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب التفاف القوى الوطنية حول القوات المسلحة لاستعادة الدولة وإنهاء ما سماه سنوات المآسي التي خلفتها الحرب.
وفي سياق حديثه، شدد البرهان على أن السودان في حاجة ملحة إلى إعادة صياغة الدولة من جديد وفق أسس حديثة تضمن قيام مؤسسات قوية وفعّالة.
وأوضح أن هذه المؤسسات يجب أن تكون قادرة على أداء دورها في حماية البلاد وإدارة العملية السياسية بعيدًا عن الفوضى والسلاح المنفلت، مؤكدًا أن بناء دولة مستقرة لن يتحقق إلا من خلال إصلاحات جذرية تعيد هيكلة السلطة وتضمن سيادة القانون.

وأضاف البرهان أن الهدف النهائي لعملية إعادة الهيكلة هو «تخليص السودان من الظلم والمآسي» التي خلفتها الحرب، وإطلاق مرحلة جديدة تقوم على الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتمكين الدولة من إدارة شؤونها دون تدخلات من جماعات مسلحة أو قوى موازية للمؤسسات الرسمية.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية، استقبل رئيس المجلس السيادي السوداني قبل يومين الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، حيث اصطحبه في جولة داخل شوارع مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للحكومة السودانية. وقد حظي الظهور المشترك للزعيمين باهتمام واسع من المواطنين، في وقت تُبذل فيه جهود إقليمية ودولية لدعم المسار السياسي في السودان.
وتأتي زيارة الرئيس الإريتري في ظل مشاورات مستمرة بين الخرطوم وأسمرة حول مستقبل المنطقة الشرقية ومساعي تثبيت الاستقرار على الحدود، خاصة مع تزايد التحديات الأمنية الناتجة عن الاشتباكات المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتعكس تصريحات البرهان الأخيرة تمسّك القيادة السودانية بخيار الحسم العسكري والسياسي في مواجهة قوات الدعم السريع، وربطها أي عملية سلام بإزالة سطوة السلاح وعودة سيطرة الدولة على كل أراضيها. وفي ظل استمرار القتال وتفاقم الوضع الإنساني، تبقى الأزمة السودانية مفتوحة على احتمالات متعددة، بينما يظل تفكيك قوات الدعم السريع وفق رؤية البرهان هو الشرط الأول لبدء طريق الحل.