العراق

العراق يعتمد أعماق قياسية بقناة الفاو لاستقبال السفن العملاقة

الإثنين 01 ديسمبر 2025 - 04:56 م
مصطفى سيد
الأمصار

أكدت الشركة العامة لموانئ العراق أن القناة الملاحية الخاصة بميناء الفاو الكبير تم تنفيذها وفق معايير عالمية متقدمة تتيح استقبال جيل جديد من سفن الحاويات العملاقة وناقلات النفط، في خطوة تسعى من خلالها جمهورية العراق إلى تعزيز موقعها الاستراتيجي كمحور رئيسي على مسار التجارة بين الشرق والغرب.

وقال فرحان الفرطوسي، مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الاثنين، إن دراسات الجدوى المحدثة لعام 2023 أظهرت أن ميناء الفاو سيصبح واحدًا من أهم المراكز البحرية عالميًا، بفضل تصميمه القائم على رؤية طويلة المدى تستجيب للتحولات الاقتصادية الكبرى التي شهدها العالم، وخاصة بعد أزمة الاقتصاد العالمية (2008–2010). وأوضح أن توجه الأسواق الدولية نحو "النقل الحجمي" باستخدام سفن ضخمة ذات غواطس كبيرة شكّل عاملًا رئيسيًا في تصميم القناة الملاحية للميناء، بما يقلل من كلفة النقل بالنسبة لشركات الشحن والمستفيدين.

وأشار الفرطوسي إلى أن القناة الملاحية صُممت لاستيعاب أكبر سفن الحاويات في العالم، إضافة إلى تجهيزها مستقبلًا للتعامل مع ناقلات النفط العملاقة بعد الانتهاء من إنشاء الأرصفة النفطية داخل الميناء. وتُعد هذه المواصفات متقدمة مقارنة بعدد محدود من الموانئ الدولية التي تتمتع بعمق كبير يسمح باستقبال السفن ذات الحمولات الهائلة.

وحول المواصفات الفنية للقناة، أوضح مدير عام الموانئ أن القناة تمتد بطول 23 كيلومترًا وبعرض يبلغ 200 متر، وتم تنفيذها بعمق 19.8 مترًا، وهو عمق يُعد من بين الأعلى في المنطقة، بما يسمح للسفن بالوصول المباشر إلى مناطق الأعماق في عرض البحر دون الحاجة إلى مراحل إضافية من الإرشاد أو الانتظار. وقارن الفرطوسي القناة الجديدة بالممرات القديمة مثل خور عبد الله وميناء أم قصر، اللذين لا تتجاوز أعماق قنواتهما 12.5 مترًا، مما كان يحد من قدرة العراق على استقبال السفن العملاقة سابقًا.

وأكد أن أعمال الحفر في القناة الملاحية اكتملت بنسبة 100%، وباتت جاهزة للانتقال إلى مراحل الفحص والتشغيل وصولًا إلى استقبال أولى السفن بمجرد استكمال باقي أجزاء مشروع ميناء الفاو الكبير. وشدد على أن هذه التطورات ستمنح العراق قدرة تنافسية عالية، وتُعيد رسم خريطة ممرات التجارة البحرية في المنطقة، الأمر الذي يفتح المجال أمام البلاد للتحول إلى بوابة رئيسية تربط آسيا بأوروبا عبر المسار البحري والبري.

ويُعد مشروع ميناء الفاو الكبير أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية في العراق، ويعوّل عليه في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنشيط قطاع النقل البحري، فضلًا عن توفير آلاف فرص العمل وتطوير منظومة الخدمات اللوجستية في البلاد.