المغرب العربي

فنان ليبي يطلق مشروع أكبر جدارية فسيفساء حديثة عالميًا

الإثنين 01 ديسمبر 2025 - 04:43 م
هايدي سيد
الأمصار

بدأ الفنان التشكيلي الليبي عماد السنوسي الهوني، أحد أبرز الوجوه الفنية في ليبيا، المرحلة الأولى من مشروع فني غير مسبوق يهدف إلى إنشاء أكبر جدارية من الفسيفساء الحديثة في العالم، وذلك من مدينة هون الواقعة في منطقة الجفرة جنوب شرق ليبيا، وعلى بُعد نحو 600 كيلومتر من العاصمة طرابلس.

 ويطمح الفنان الليبي إلى تسجيل الجدارية رسميًا في كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أضخم عمل فسيفسائي منفذ بأساليب حديثة في العالم.

وأوضح الهوني، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، أن الجدارية ستبلغ 2300 متر مربع من المساحة الإجمالية، وهي مساحة تفوق الرقم القياسي الحالي المسجّل عالميًا، مشيرًا إلى أن العمل يستند إلى مفاهيم بصرية معاصرة تعكس الطبيعة الليبية وتاريخ المنطقة وثقافتها. 

ويأتي المشروع ضمن رؤية فنية تهدف إلى إحياء الفنون الحرفية التقليدية بلمسات معاصرة، وترسيخ مكانة ليبيا كمركز مهم للفنون البصرية في شمال إفريقيا.

وأكد الفنان الليبي أن تنفيذ هذا المشروع الضخم بحاجة إلى فريق متكامل يضم خمسين فنانًا تشكيليًا من داخل ليبيا وخارجها، معلنًا عن تنظيم دورة تدريبية واسعة قريبًا تستهدف الموهوبين والمهتمين بفنون الفسيفساء الحديثة، وذلك لتأهيلهم للعمل على مكوّنات الجدارية وتدريبهم على تقنيات قص القطع وتوظيف الألوان ودمج المواد الحديثة مع الطابع التقليدي للفسيفساء.

وأشار الهوني إلى أن الاستعدادات بدأت فعليًا على الأرض، حيث تم الشروع في توفير المواد الأولية والأساسات الفنية، بما يشمل أنواعًا مختلفة من الحجارة والزجاج والمعاجين الخاصة بأعمال الفسيفساء. كما كشف أن المشروع يلقى دعمًا مباشرًا من عدد من رجال الأعمال الليبيين إلى جانب جهات ثقافية وفنية مختصة داخل ليبيا، معتبرًا أن هذا الدعم يعكس اهتمام المجتمع المحلي بإنجاز عمل ثقافي كبير يبرز الوجه الإبداعي للبلاد.

ويُعد هذا المشروع أحد أكبر المبادرات الفنية التي تشهدها الساحة الليبية خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ظل التحديات التي مرت بها البلاد. إذ يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل رسالة إيجابية تعكس رغبة الليبين في الاستثمار في الثقافة والفن كمساحة للتعبير وبناء الهوية وإحياء المدن التاريخية.

ويؤكد الهوني أن الجدارية، عند اكتمالها، لن تكون مجرد عمل فني ضخم، بل مَعْلمًا بصريًا يجذب الزوار والسياح ويعزز المشهد الثقافي في ليبيا، معربًا عن أمله في أن تصبح مدينة هون محورًا لمشاريع فنية عربية وإفريقية مستقبلية، وأن تسهم الجدارية في وضع ليبيا على خارطة الفنون العالمية.