حوض النيل

حزب الأمة القومي يدعو الجيش السوداني لوقف الغارات الجوية على المدنيين

الإثنين 01 ديسمبر 2025 - 03:27 م
غاده عماد
الأمصار

في موقف يعكس تصاعد القلق من تداعيات الحرب المستمرة في السودان، طالب حزب الأمة القومي القوات المسلحة بوقف الهجمات الجوية على القرى والأعيان المدنية، مؤكداً ضرورة الالتزام بحماية أرواح المواطنين وعدم تعريض حياتهم للخطر. جاء ذلك في بيان رسمي أصدره الحزب، أدان فيه القصف الذي نفذته طائرة مسيّرة تابعة للجيش على منطقة كُمو بجنوب كردفان، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

أوضح الحزب في بيانه أن القصف الجوي منذ اندلاع الحرب مثّل أحد أخطر التهديدات المباشرة على حياة المواطنين، مشيراً إلى أنه تسبب في مقتل الآلاف وتدمير واسع للمرافق المدنية والخدمية. وأكد أن استمرار هذه العمليات العسكرية ضد مناطق مأهولة بالسكان يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة نتيجة النزاع الدائر.

شدد حزب الأمة القومي على أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى في أي عمليات عسكرية، مطالباً القوات المسلحة بالالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف القرى والمرافق المدنية. وأكد الحزب أن وقف القصف الجوي يمثل خطوة أساسية نحو تقليل الخسائر البشرية وحماية البنية التحتية التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية، في ظل استمرار الحرب التي ألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمع السوداني.

في تطور يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة داخل السودان، أعلنت قوات الدعم السريع أن هجوماً بطائرة مسيّرة تابعة لجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان أسفر عن مقتل 45 شخصاً، معظمهم من الأطفال، في منطقة كُمو الواقعة بجبال النوبة. وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن الضربة الجوية خلّفت أيضاً عدداً كبيراً من الجرحى، وسط إدانات واسعة من القوى المسلحة المعارضة.

الهجوم بأنه جريمة حرب تستوجب المحاسبة


أوضحت قوات الدعم السريع أن الطائرة المسيّرة استهدفت تجمعات مدنية ومدارس في منطقة كُمو، معتبرة أن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ووصفت الهجوم بأنه جريمة حرب تستوجب المحاسبة. وأشارت إلى أن استهداف المدارس والمواطنين العزل يُعد خرقاً مباشراً لحقوق الإنسان والقيم الأخلاقية، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية بين الجيش والقوات المناوئة له في مناطق متفرقة من البلاد.

من جانبها، أدانت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال الهجوم ووصفته بالمجزرة، مؤكدة أنها سترد بقوة على الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني بحق المدنيين. وأشارت الحركة إلى أن ما حدث في كُمو يندرج ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات التي طالت المجتمعات المحلية في مناطق النزاع، مؤكدة استمرارها في مواجهة ما وصفته بالانتهاكات الممنهجة ضد السكان.


يأتي هذا الحادث في سياق حرب مستمرة منذ أكثر من عام ونصف، تسببت في دمار واسع للمجتمعات السودانية وأدت إلى أزمة نزوح هي الأكبر في العالم، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 14 مليون شخص اضطروا لمغادرة مناطقهم. وفي مخيم تاويل للاجئين، أفاد المجلس النرويجي للاجئين بوصول أكثر من 400 طفل غير مصحوبين بذويهم خلال شهر واحد، يعانون من صدمات نفسية وسلوكيات عدوانية نتيجة ما شهدوه من أحداث دامية.

وصف العاملون في المجال الإنساني مخيم تاويل بأنه ملاذ هش يوفر الحد الأدنى من الأمان للأطفال والنازحين، في ظل ظروف قاسية وانعدام الاستقرار. وأكدوا أن الأزمة تتفاقم بسبب انقطاع الإنترنت وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، ما يحد من قدرة المنظمات على توثيق حجم الكارثة بشكل كامل. ورغم هذه التحديات، تواصل المنظمات الإنسانية جهودها لتقديم الدعم والإغاثة، في محاولة للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين.

تؤكد تقارير إنسانية أن الوضع في السودان يزداد سوءاً مع استمرار العمليات العسكرية وتوسع نطاق الاستهداف للمدنيين، فيما تكافح المنظمات الدولية لتوفير المساعدات وتوثيق الانتهاكات وسط بيئة أمنية بالغة الخطورة. ويعكس الهجوم الأخير في كُمو حجم التدهور الأمني والإنساني الذي يعيشه السودان، حيث تتواصل الانتهاكات بحق المدنيين في ظل غياب أي حلول سياسية أو ميدانية توقف النزاع القائم