في صمتٍ تام، ومن دون إنذار أو صراخ، يُواصل «القاتل الصامت» حصد الأرواح داخل البيوت الجزائرية الدافئة. لم تعد تلك الجدران ملاذًا آمنًا، بل تحوّلت إلى مسرحٍ لفواجع مؤلمة تُفجع أسرًا كل يوم وتترك خلفها حزنًا لا يندمل.
وفي التفاصيل، يُواصل «غاز أحادي أكسيد الكربون» حصد أرواح الجزائريين رغم حملات التوعية المتكررة، حيث شهدت عدة ولايات حوادث اختناق «مُميتة» خلال الأيام الأخيرة.
وفي «تيبازة»، تُوفي ثلاثة أفراد من عائلة واحدة إثر «تسرب الغاز» من سخان الماء داخل منزلهم، كما أُصيب شخصان خلال محاولتهما إنقاذهم. وفتحت الجهات الأمنية تحقيقًا في الحادث.
وفي «الجلفة»، تُوفي شخصان داخل مستودع لتصليح الأجهزة الكهرومنزلية بسبب استنشاق الغاز المنبعث من مدفأة. كما سجّلت ولاية «سيدي بلعباس» تسع حالات اختناق في ثلاثة حوادث مُتفرقة بسبب سوء استعمال وسائل التدفئة وانعدام التهوية.
في «تيميمون»، أُصيب ثلاثة أفراد من أسرة واحدة بحالات اختناق بسبب تسرب غاز «البوتان»، بينما شهدت «باتنة» وفاة رجل يبلغ (49) سنة بعد العثور عليه جثة داخل منزل قيد الإنجاز إثر اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وتُشير الوقائع المتكررة إلى أن تجاهل قواعد السلامة داخل المنازل وغياب التهوية السليمة يُشكّلان السبب الأبرز وراء هذه الحوادث، على الرغم من التحذيرات المتواصلة التي تُطلقها مصالح الحماية المدنية.
على صعيد آخر، في مشهد يُنذر بخطرٍ اجتماعي مُتصاعد، دقّت «السُلطات الجزائرية» ناقوس الخطر بعد انتشار مادة «مُخدّرة» تُستخدم بطرق مُروّعة لاستهداف «الفتيات»، ما أشعل موجة قلق واسعة في الشارع.
وفي التفاصيل، ناشد محافظ مدينة «غرداية» الجزائرية، في رسالة عاجلة صدرت يوم 19 نوفمبر الجاري، مختلف القطاعات الدينية والاجتماعية في البلاد، رفع درجة اليقظة أمام ظهور «مؤثر عقلي» جديد.
وتتضمن الوثيقة الرسمية، التي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والمُوجّهة إلى كل من مدير الشؤون الدينية والأوقاف ومدير النشاط الاجتماعي، «معلومات دقيقة حول طبيعة هذا المُخدّر الجديد».
وأكّدت الوثيقة أن «مُخدّر الأعصاب» (GBH) مادة سائلة عديمة اللون والرائحة تُخلط بالمشروبات بسهولة ويُستغل في «اغتصاب الفتيات»، ويعد من أكثر المواد تأثيرًا على «الجهاز العصبي»، فهو يعمل كمُثبط قوي يُؤدي إلى الإثارة الجنسية، وفقدان الوعي، وشلل الحركة، وضعف القدرة على المقاومة.
وتزداد خطورة هذا المُخدّر بسبب سهولة مزجه بالمشروبات دون أن تكتشفه الضحية، إضافة إلى إمكانية استهلاكه عبر الفم أو الوريد.
وشدد المحافظ الجزائري في رسالته، على «ضرورة القيام بحملات توعوية فورية»، خاصة على مستوى المساجد، للتحذير من هذا المُخدّر.
على جانب آخر، في مشهد أثار القلق في «الشارع الجزائري»، تحوّلت ألسنة اللهب التي اجتاحت عدّة ولايات إلى حالة «استنفار واسعة»، دفعت الرئيس «عبد المجيد تبون» إلى توجيه أوامر عاجلة بفتح تحقيق لكشف ملابسات موجة الحرائق الأخيرة.