أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء في دولة الإمارات عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «فاي 1»، وهو أول منصة معيارية يتم تطويرها ضمن مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية، وذلك بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي في إطار مبادرة الوصول إلى الفضاء للجميع.
ويأتي هذا الإطلاق ليعزز الدور المتنامي للإمارات في دعم البحوث العلمية وتوفير فرص عالمية في مجال استكشاف الفضاء.
وأوضح عامر الصايغ الغافري، مساعد المدير العام للهندسة الفضائية في المركز، أن نجاح إطلاق «فاي 1» يمثل تجسيداً حقيقياً لرؤية الإمارات القائمة على خلق فرص متكافئة للمؤسسات التعليمية والبحثية حول العالم. وأضاف أن المبادرة تمكّن الشركاء الدوليين من اكتساب خبرات عملية في مجال الفضاء عبر منصة تجريبية حقيقية، خصوصاً أن القمر جرى تطويره بالكامل داخل دولة الإمارات، ما يعكس التزامها بتطوير الكفاءات الشابة القادرة على قيادة قطاع الفضاء في المستقبل.
وأكد الغافري وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتيةأن المشروع لا يخدم فقط التطوير التقني المحلي، بل يسهم أيضاً في تعزيز التعاون الدولي عبر إتاحة المجال أمام الدول والمؤسسات الناشئة للدخول في مجال التجارب الفضائية، وهو ما يعزز موقع الإمارات في دعم الابتكار العلمي والمشاركة العالمية.
من جانبها، أشادت آرتي هولا مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، بأهمية هذا التعاون الدولي، مؤكدة أن القمر «فاي 1» يعكس نموذجاً ناجحاً للتعاون البنّاء الذي يسمح للشركاء الجدد بتحويل أفكارهم إلى مشاريع فضائية قابلة للتنفيذ.
وأوضحت أن المبادرة تمثل خطوة مهمة لضمان وصول عادل ومتكافئ للفضاء، وتعزيز المشاركة الدولية في الاستفادة من التقدم العلمي والتقني، بما يضمن توسيع دائرة الدول القادرة على خوض تجارب فضائية عملية دون عراقيل.
وانطلق القمر «فاي 1» على متن صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرغ في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، في خطوة تعد نوعية من حيث تعزيز مشاركة المؤسسات التعليمية والبحثية حول العالم في تقنيات الفضاء والابتكار العلمي.
ويُعد القمر من فئة CubeSat 12U المعيارية، ويزن نحو 20 كيلوغراماً، فيما يقدر عمره التشغيلي بحوالي عام واحد. وتم تصميمه ليكون منصة اختبار تُمكّن الشركاء الدوليين من تجربة وتقييم تقنيات جديدة في المدار الأرضي المنخفض. ويحمل القمر مجموعة متنوعة من الحمولات التطبيقية، من بينها حمولة «أمان» من مملكة البحرين لاختبار تقنيات تشفير البيانات، إضافة إلى نظام اتصالات LoRa بعيد المدى المقدم من نيبال، وكاميرا فيديو عالية الدقة من مركز محمد بن راشد للفضاء، و«حمولة لونا» من أكاديمية الشارقة، وهي دائرة إلكترونية متخصصة لقياس درجات الحرارة وتحديد الاتجاهات.
ويمثل القمر «فاي 1» خطوة جديدة في إطار توسع الإمارات في قطاع الفضاء، ويؤكد قدرتها على لعب دور محوري في تعزيز التعاون الدولي وتسخير التكنولوجيا لخدمة البحث العلمي وبناء جيل جديد من المتخصصين في هذا المجال الحيوي.