الشام الجديد

وحدة نسائية إسرائيلية تتجسس داخل سوريا بطائرات مسيّرة

الجمعة 28 نوفمبر 2025 - 07:04 م
مصطفى سيد
الأمصار

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الجمعة، تقريراً موسعاً يكشف تفاصيل مثيرة حول نشاط وحدة الاستخبارات الميدانية النسائية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تنفذ عمليات تجسس ورصد داخل العمق السوري باستخدام طائرات استطلاع مسيّرة يتم تشغيلها من نقاط متقدمة في المناطق الحدودية بين سوريا وإسرائيل والأردن.

وبحسب التقرير، فقد رافقت الصحيفة مجموعة من المجندات العاملات في جمع المعلومات الاستخبارية الميدانية، خلال جولة ميدانية في الموقع 720 الواقع عند مثلث الحدود السورية  الإسرائيلية  الأردنية، حيث تُعد هذه المنطقة من أكثر النقاط حساسية بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لما تشهده من نشاط عسكري وتحركات لفصائل مختلفة.

وتحدثت الصحيفة مع عدد من الضباط والمجندات، بينهم قائد الكتيبة 595 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، المقدم الذي أشير إليه بالحرف "ج"، إضافة إلى ضابط العمليات الرائد "م"، وعدد من مجندات جمع المعلومات الاستخبارية اللواتي يحملن الأحرف "س"، "د"، و"ف"، وجميعهن ينتمين للوحدة النسائية المتخصصة في تشغيل الطائرات المسيّرة قصيرة المدى.

وأشار التقرير إلى أن هذه الوحدات تعمل في ظروف ميدانية مباشرة، وليست متمركزة في غرف مغلقة كما يُعتقد عادة، حيث تنتشر المجندات في مناطق حدودية مكشوفة، مما يعرضهن لمخاطر عملياتية كبيرة، خصوصاً أن تشغيل الطائرات المسيّرة يكون من مسافات قريبة لتأمين أفضل دقة تصوير ممكنة.

ووفقاً لتصريحات الرائد "م"، شهد جيش الاحتلال الإسرائيلي توسعاً كبيراً في استخدام الطائرات المسيّرة منذ حرب 2023 – 2025، حتى أصبح كل قائد فصيلة، بل وبعض الجنود العاديين، يمتلكون طائرات مسيّرة خاصة بهم تُستخدم في جمع معلومات مسبقة قبل أي تحرك ميداني.

كما أوضح المقدم "ج" أن أحد التحديات الأساسية هو تحديد الارتفاع الأمثل لتحليق الطائرة المسيّرة داخل الأجواء السورية، إذ إن الطيران على مستوى منخفض يمنح المجندات صوراً عالية الدقة، لكنه في الوقت نفسه قد يُعرّض الطائرة للكشف من قبل الجهات التي يتم التجسس عليها، ما قد يؤدي إلى فقدان الطائرة أو إحباط مهمة المراقبة.

ويضيف التقرير أن المجندات اللواتي يشغّلن الطائرات المسيّرة يقمن بعمليات رصد متواصلة تستهدف تحديد مواقع مجموعات مسلحة مختلفة داخل سوريا، مثل عناصر مرتبطة بـ فصائل موالية لإيران، إضافة إلى رصد تحركات مجموعات تابعة لتنظيمات جهادية، وكذلك عناصر مرتبطة بحركة حماس داخل مناطق النفوذ السوري.

وكشفت الصحيفة أن الكتيبة 595 لعبت دوراً محورياً خلال السنوات الأخيرة في جمع كمّ كبير من المعلومات التي ساهمت في تنفيذ عمليات استباقية داخل "المنطقة الأمنية" التي تحاول إسرائيل فرضها على امتداد حدودها مع سوريا، بهدف منع أي مجموعات معادية من إعادة التموضع أو تهديد المواقع العسكرية الإسرائيلية.

ويُظهر التقرير، وفق مراقبين، اتساع نطاق اعتماد إسرائيل على الوحدات النسائية في المهمات الاستخبارية المتقدمة، وخاصة في استخدام الطائرات المسيّرة، التي أصبحت العمود الفقري للعمليات العسكرية والاستخبارية في محيط الحدود مع سوريا.