أعلنت وزارة الدفاع في جمهورية العراق، اليوم الجمعة، نجاحها في تنفيذ عملية إنقاذ معقدة لاثنين من الصيادين العراقيين الذين علقا في منطقة طينية نائية ضمن منطقة رأس البيشة أقصى جنوب البلاد، وذلك بعد أربعة أيام من محاولات فاشلة للخروج من منطقة الغوص الطيني التي احتجزت قاربهما ومنعتهما من العودة.
وذكرت الوزارة، في بيان رسمي تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن عملية الإنقاذ جاءت بعد توجيه مباشر من رئيس أركان الجيش العراقي، وبإشراف ومتابعة ميدانية دقيقة من قبل قائد القوة البحرية العراقية، وذلك فور تلقي غرفة العمليات نداء استغاثة أطلقه الصيادان بعد أن نفد الطعام والماء لديهما تماماً.
وبحسب البيان، باشرت قيادة القوة البحرية، متمثلة بقاعدة أم قصر البحرية، وبالتعاون الكامل مع قيادة طيران الجيش/ قاعدة الشعيبة الجوية، إضافة إلى الشركة العامة لموانئ العراق، بتنفيذ خطة بحث وإنقاذ واسعة شملت تمشيط المنطقة الطينية التي عُثر فيها على الصيادين، والتي تُعد من المواقع البحرية الوعرة والمعروفة بتعقيد تضاريسها وصعوبة الملاحة فيها.
وأوضح البيان أن الصيادين كانا يستقلان زورقاً صغيراً علق في طبقات الطين الكثيف ضمن منطقة رأس البيشة، وبقيا غير قادرين على الحركة أو طلب المساعدة المباشرة بسبب بُعد المنطقة وغياب التغذية الكهربائية والاتصالات، الأمر الذي أدى إلى تعرضهما لخطر الجفاف والإرهاق الشديد بعد نفاد الإمدادات الغذائية والمياه على مدى الأيام الأربعة الماضية.
ونجحت فرق الإنقاذ المشتركة، بعد ساعات من البحث الجوي والبحري، في تحديد موقعهما بدقة وانتشالهما ضمن عملية تميزت بالتنسيق العالي بين القطعات العسكرية والوحدات البحرية والجوية.
وتم نقلهما على الفور إلى مستوصف قاعدة أم قصر البحرية حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية والرعاية الصحية اللازمة، وأكدت الجهات الطبية أنهما في حالة صحية جيدة ومستقرة بعد تلقيهما التغذية والعلاج.
وأشارت وزارة الدفاع العراقية في بيانها إلى أن هذه العملية تندرج ضمن المهام الأساسية التي تضطلع بها قيادة قاعدة أم قصر البحرية في تأمين المناطق الساحلية العراقية وتنفيذ مهام البحث والإنقاذ، وذلك استناداً إلى الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحار (SOLAS)، والتي تعد العراق أحد الدول الملتزمة ببنودها ومعاييرها التشغيلية.
كما شددت الوزارة على أن الوحدات البحرية مستمرة في مراقبة السواحل والممرات المائية واتخاذ إجراءات استباقية للتعامل مع أي حالة طارئة، مؤكدة أن حماية الأرواح في البحر تظل من أولويات المؤسسة العسكرية العراقية، خصوصاً في المناطق المعروفة بصعوبات ملاحية مثل رأس البيشة وخور عبد الله.
وتعد منطقة رأس البيشة من المناطق البحرية الحساسة في جنوب العراق، حيث تشهد حركة صيد وملاحة مستمرة، وتحتاج غالباً إلى مراقبة دائمة لما تتسم به من طبيعة طينية متحركة قد تسبب خطراً على الزوارق الصغيرة والصيادين المحليين. وتأتي هذه العملية لتؤكد جاهزية الجيش العراقي واستعداده للتدخل السريع في الحالات الإنسانية والطارئة.