شهدت مدينة هونج كونج، اليوم الخميس، اندلاع حريق ضخم في مجمع سكني مكون من عدة أبراج، أسفر عن مقتل 75 شخصًا على الأقل وإصابة 76 آخرين، بينهم 11 رجل إطفاء، في أعنف حادث من نوعه تشهده المدينة منذ عقود.
وقالت شرطة هونج كونج إن الحريق ربما اندلع نتيجة استخدام سقالات غير آمنة وبعض المواد المستخدمة أثناء أعمال الصيانة، ما ساعد على انتشار النيران بسرعة في المباني. وأضافت السلطات أن فرق الإطفاء واجهت صعوبات بالغة للوصول إلى الطوابق العليا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الدخان، فيما تستمر جهود البحث عن المفقودين.

وأشار الرئيس التنفيذي لهونج كونج، جون لي، إلى أن 279 شخصًا كانوا في عداد المفقودين في بداية الحريق، إلا أن فرق الإطفاء تمكنت لاحقًا من التواصل مع بعضهم. وأوضح أن أكثر من 900 شخص لجأوا إلى ملاجئ مؤقتة خلال الليل، في محاولة لتجنب الأخطار المباشرة الناتجة عن الحريق.
وأكدت فرق الإطفاء أن الحرائق في أربعة من المباني الثمانية في المجمع قد تم إخمادها بالكامل، بينما تظل ثلاثة حرائق تحت السيطرة، ولم تتأثر المباني الأخرى المحيطة. كما نوهت السلطات إلى أن التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الدقيقة للحريق وتحديد المسؤوليات، مع اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة السكان.
وأثارت هذه الحادثة صدمة كبيرة في المجتمع المحلي، حيث توافد أهالي الضحايا إلى مناطق الإجلاء والملاجئ لتقديم الدعم لأسرهم، في وقت تعمل فرق الطوارئ على تأمين المنطقة ومنع أي حوادث ثانوية.
وعلى صعيد الحكومة، أعلنت سلطات هونج كونج عن تشكيل لجنة طارئة لمتابعة آثار الحريق وتقديم الدعم اللازم للمتضررين، بما في ذلك التعويضات الفورية وتوفير المأوى للأسر التي فقدت منازلها. كما تم تعزيز التدابير الوقائية في جميع المجمعات السكنية لتجنب تكرار مثل هذه الكارثة مستقبلاً.
وتعد هذه الحادثة واحدة من أسوأ حرائق الأبراج في تاريخ هونج كونج، وسط تحذيرات سابقة من مخاطر استخدام مواد صيانة غير مطابقة للمواصفات وسقالات غير آمنة، وهو ما سلط الضوء على الحاجة الملحة لتشديد الرقابة على مشاريع البناء والصيانة في المدينة.