حوض النيل

ترامب يعلن خطة أمريكية لوقف الحرب في السودان

الخميس 27 نوفمبر 2025 - 04:28 م
هايدي سيد
ترامب
ترامب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستتدخل سياسياً لإنهاء الحرب الدائرة في السودان، وذلك بعد طلب من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي شدد على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لحل الأزمة السودانية. وأوضح ترامب خلال لقائه بالأمير السعودي، أن السودان لم يكن على قائمة الملفات التي يعتزم الانخراط فيها، لكنه أكد أن الوضع الراهن في الخرطوم "يعمه الفوضى ويخرج عن السيطرة"، معرباً عن عزمه استخدام نفوذه لوقف الحرب بسرعة بهدف إنهاء معاناة الشعب السوداني ووقف الانتهاكات والجرائم المستمرة.

وفي تعليق له، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن الولايات المتحدة تمتلك أوراقاً فاعلة للضغط على أطراف الصراع في السودان، بالإضافة إلى القدرة على التأثير على القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في الأزمة. وأوضح بيومي أن من أبرز هذه الأوراق العقوبات الاقتصادية، حيث يمكن لواشنطن إدراج مليشيا الدعم السريع على قوائم الإرهاب، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، ما سيسلب المليشيا شرعيتها ويجعلها منبوذة على الساحة الدولية.

وأضاف بيومي أن واشنطن تستطيع تجفيف منابع تمويل السلاح التي تعتمد عليها مليشيات الدعم السريع، وفرض عقوبات على الدول الداعمة لها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي سيكون له دور محوري في مجلس الأمن الدولي لدعم خطة إنهاء الحرب والضغط على الدول الفاعلة في الأزمة، وهو ما سينعكس إيجاباً على طرفي الصراع في السودان.

وبالتوازي، أشار بيومي إلى الدور الأوروبي في الأزمة، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على قادة في مليشيا الدعم السريع، ومن بينهم شقيق قائد المليشيا حميدتي، مؤكداً وجود توافق بين الولايات المتحدة ومصر والسعودية على ضرورة وقف الحرب في السودان، والحفاظ على وحدة واستقرار البلاد ومؤسساتها.

من جانبه، أكد الباحث في الشأن الأفريقي محمد الجزار أن إعلان ترامب التدخل السياسي أثار ردود فعل إيجابية على المستويين الدولي والإقليمي، وكذلك داخل السودان الذي يوشك على الانهيار الكامل في ظل استمرار الحرب وفشل كافة المبادرات السابقة. وأوضح الجزار أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على توفيق مواقف الأطراف الإقليمية المؤثرة التي تدعم طرفاً من طرفي الصراع، وتتبع الشبكات الدولية والإقليمية الممولة والمسلحة لأطراف النزاع، ما قد يقلل من تدفق الأسلحة ويتيح فرصة لطاولة المفاوضات.

وأشار الجزار إلى إمكانية فرض واشنطن وحلفائها عقوبات دولية جديدة على الأطراف الفاعلة في الحرب، بما يشمل الأطراف الإقليمية الداعمة لطرفي النزاع، مع التركيز على منع تدخل دول جوار السودان، مثل ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وكينيا، لضمان توقف الدعم العسكري والسياسي لمليشيات الدعم السريع وتهيئة الظروف لإنهاء الحرب.