أصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم الأربعاء، بيانًا رسميًا لتوضيح ملابسات تحليق طائرات حربية في سماء بعض المناطق الجنوبية من العراق، وذلك بعد تداول أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بوجود طيران أجنبي في تلك المناطق، مما أثار مخاوف بين المواطنين والمهتمين بالشأن الأمني.
وأكد البيان، الذي تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "الطائرات التي شوهدت مؤخراً تابعة بالكامل للقوة الجوية العراقية من نوع F-16 وغيرها من الطائرات القتالية، وهي تقوم بتنفيذ تمرين تعبوي شامل يهدف إلى تعزيز جاهزية القوات الجوية، وفحص مستوى الكفاءة والقدرة على التعامل مع مختلف السيناريوهات، وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي والتحالف الدولي في مهام الدفاع الوطني".
وأوضح البيان أن التمرين يأتي ضمن خطة ممنهجة ومعتمدة من رئاسة أركان الجيش العراقي، وينفذه "صقور الجو الأبطال" على مراحل متتابعة تشمل مناطق جنوب وجنوب شرق العراق، سواء في ساعات النهار أو الليل، مع استمرار تنفيذ طلعات جوية إضافية وفق الخطط العسكرية الموضوعة مسبقًا.
ودعت القيادة جميع وسائل الإعلام والصحفيين ومدوني وسائل التواصل الاجتماعي إلى توخي الدقة في نقل المعلومات، والحصول على الأخبار من المصادر الرسمية، لتفادي انتشار الشائعات أو الأخبار المغلوطة التي قد تؤثر على الرأي العام، أو تثير الذعر بين المواطنين.

وتعكس هذه التمارين الجوية المكثفة التزام القوات العراقية بتطوير مهارات الطيارين العسكريين وتعزيز كفاءتهم القتالية، كما تسهم في رفع مستوى التنسيق بين مختلف أفرع الجيش، لضمان جاهزية شاملة لمواجهة أي تهديدات محتملة على السيادة الوطنية. ويعد هذا النوع من التدريبات جزءًا من خطة طويلة الأمد لتعزيز الاستقلالية الدفاعية للعراق، وتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية في مجالات التدريب العسكري والمناورات الجوية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المستمرة للقوات المسلحة العراقية لتعزيز قدراتها على مراقبة الأجواء الوطنية، وتنفيذ عمليات دفاعية استباقية، بما يعكس حرص القيادة العسكرية على حماية المدنيين والحفاظ على أمن واستقرار البلاد. كما أن هذه التدريبات تساعد على اختبار الأسلحة والمعدات الجوية والتقنيات الحديثة المستخدمة في الجيش العراقي، لضمان الجاهزية الكاملة في حال تطلب الأمر تدخلًا سريعًا في أي منطقة.
ويؤكد هذا النشاط العسكري قدرة العراق على تنفيذ تدريبات جوية مكثفة داخل حدوده، وتعزيز التنسيق بين مختلف أفرع الجيش، بما يسهم في رفع مستوى الكفاءة القتالية وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي في حماية السيادة الوطنية، في وقت يواصل الجيش العراقي تطوير قدراته الدفاعية بشكل مستمر وفق خطة استراتيجية طويلة المدى.